حضرات المستمعين الأكارم، في هذه الحلقة سنتعرّف على سيدة المانية هي السيدة بركيت التي خرجت من الظلام الى النور عندما اختارت الاسلام ديناً لها وتسمت نفسها جميلة، وجرياً على عادتنا في هذا البرنامج فأن الكلام ننقله عن لسان السيدة التي اسلمت فتعالوا لنسمع ما تقول بركيت بعد قليل.
عندما كنت في السادسة والعشرين من عمري تشرفت باعتناق الدين الاسلامي الحنيف، انا المانية الجنسية ومن سكنة مدينة هامبورغ وهي مدينة ساحلية في المانيا. وعلى مدى ستة وعشرين عاماً كانت قد انقضت من حياتي قبل الاسلام لم اكن انسانة متدينة وكنت خلال تلك الفترة المظلمة في حياتي كسائر النساء والفتيات الأوروبيات منغمسة في الملذات وبحور الحياة المادية.
وعلى مدى تلك السنين كنت اشعر بفراغ روحي ونقص، وأجهدت نفسي في مليء ذلك الفراغ وجبران ذلك النقص لكن دون جدوى. كنت اعمل في احدى الشركات سكرتيرة وما كان ينقصني شيء من الناحية المادية لكن ليست المادة كل شيء في الحياة، حيث بقيت نفسي معذبة تعيش الحيرة والاضطراب، ذات يوم قلت في نفسي لأيمم وجهي صوب بعض الأديان، وهكذا فعلت ولم يكن فيها الاسلام ومن هنا لم أجد في تلك المذاهب والأديان ضالتي التي طالما كنت انشدها. معرفتي بالاسلام حتى ذلك الوقت ما كانت لتتجاوز اخباراً كانت تنساب الى اذنيّ عبر الأذاعة والتلفزيون والصحف في احس الأحوال.
وحدثت الثورة الاسلامية في ايران وملئت اخبارها الدنيا، هذا الحدث في حد ذاته اثار في وجودي كثيراً من التساؤلات، كنت قد تعرفت على شاب عربي مسلم وفر لي ارضية رحبة لمطالعة اكثر دقة وشمولية حول الاسلام وقضايا العالم الاسلامي. أنا لم اكتف بهذا اذ سافرت الى العديد من البلدان الاسلامية وبدأت اتعرف على ثقافة المسلمين. كان كلّ كياني يهتز حينما كنت اشاهد المسلمات المحجبات وحينما كانت اصوات المآذن وهي تصدح بالآذان، تداعب اوتار نفسي، وعندما عدت الى بلدي أخذت اتلو القرآن الكريم فوجدت في آياته بلسماً يعالج جراح النفس.
وفي ليلة من الليالي رأيت في عالم الرؤيا من يناديني ويقول لي انهضي وغيري حياتك، هنا أيقنت أنني في سبيل العثور على ضالتي، توجهت نحو الاسلام واعتنقته بكل اعتزاز، واخذت اتردد على المسجد وارتاد الاجتماعات الدينية لزيادة معلوماتي حول الاسلام. وببركة الاسلام اقترنت بذلك الشاب المسلم الذي مهد الطريق امامي نحو دين الحق. وشدتني الى القرآن وشائج قوية، تمعنت من بين آياته في آيات الحجاب فوجدت في الحجاب امراً مقدساً يصون شخصية المرأة وكرامتها وارتديت الحجاب وصار عندي حصن عزتي.
من وجهة نظري فان الحجاب يهب المرأة قدرة عجيبة، ومن هنا فأن أعداء الاسلام يحاولون بما أوتوا من قوة لشديد الأسف اخراج المرأة من حجابها الذي هو زينة عفافها.
ولي أن اقول هنا انني معجبة بالمرأة الايرانية إنها محجبة وملتزمة وحجابها والتزامها ارعب الغرب الذي يغط في غفوة المادية والاباحية والمجون والفسق والفجور. كما اود ان ألفت نظر اخواتي في كل مكان من العالم الى أن ايران الاسلام هي مركز العالم الاسلامي وأننا ينبغي ان نعيش في اجواء الجمهورية الاسلامية فهي اجواء اسلامية رحبة تتنفس المرأة فيها نسيم الحرية الواقعية.
حضرات المستمعين الأفاضل جدير ان نذكر هنا ان السيدة جميلة قد نشرت مذكراتها عن اعتناقها الاسلام في مدينة هامبورغ في شهر آب أغسطس من عام ۱۹۹۳ ميلادي، وأنها اليوم ليست بركيت بل هي جميلة وحتماً لها جمال الروح لأنها ولدت من جديد.