بسم الله الرحمن الرحيم، أعزائنا المستمعين في هذه الحلقة سنتعرف على سيدة اوروبية أخرى اختارت الدين الاسلامي وانضوت تحت ظلال المذهب الجعفري الوارفة واحبت من صميم قلبها الثورة الاسلامية في ايران، انها السيدة الألمانية كريستينا التي تسمت بأسم (فاطمة) حباً منها لسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول الأكرم (ص).
تقول السيدة كريستينا: كانت ولادتي في المانيا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة الحرب التي وضعت أوزارها عام ۱۹٤٥ ميلادي وفي زمن حكومة هتلر والنازية دخلت المدرسة الابتدائية، وقد ادخلني والداي مدرسة خاصة كي اكون في مأمن من الأخطار. لكن عندما بلغت السادسة عشرة وقعت في قبضة جهاز المخابرات النازي المعروف بـ كشتابو.
مثل هذا الحدث بما ينطوي عليه من مخاوف ولاستمراره لسنين جعلني اعرف اي شيء في الحياة مهم وأي شيء فيها تافه لا ينبغي ان نعبأ به. ومرّت السنون وخرجت من السجن وواصلت دراستي ثم اخترت التدريس مهنة لي فأصبحت مدرسة في احدى المدارس الثانوية، وفي تلك الفترة تعرفت على صديقة فرنسية شدتني إليها صداقة حميمة وزرت فرنسا التي أحببتها كوطن ثأن لي.
وبعد اثني عشر عاماً بدأت عملاً جديداً في المانيا وفي مدينة أخرى منها كان زملائي في العمل هذه المرة غير اولئك الذين الفتهم من قبل.
ولأول مرة تحقق لي أمل كان يراودني منذ امد بعيد وهو ان اتعرّف على سيدة مسلمة وحصل ذلك حينما تعرفت على امراة مسلمة لا في محيط عملي بل في بيت احدى زميلاتي.
وعبر هذا السبيل توثقت أواصر ودّ وصداقة بيني وبين العديد من المسلمات في المانيا، كانت تلك النساء تركيات وقد دعونني الى بيوتهن وتبادلنا الدعوات فكنّ يحضرن في بيتي وعندما كنا نجلس على مائدة الطعام كنت اراعي آداب الأكل والشرب وحلاله وحرامه عند المسلمين، ومن بعد ذلك وفي شهر رمضان كنت اؤدي فريضة الصيام مع صديقاتي المسلمات التركيات. وسنحت الفرصة لي للحصول على نسخة من القرآن الكريم الكتاب السماوي الخاص بالمسلمين لقد كان القرآن الكريم اساساً لتغيير في حياتي برمتها.
لم يكن القرآن بالنسبة لي كتاباً عادياً انه كتاب هداية ورشاد، فكان ان احدث هذا الكتاب في وجودي تغييراً جذرياً واخذ بيدي واخرجني من دياجير الظلام الى عالم النور، انها انتقالة من عتمة ليل حالك السواد إلى شروق يوم باهر الضياء.
كنت اتلو آيات القرآن الكريم فأرى في لبابها حقائق تشبه ما عند النصارى، هذا الأمر كان قد سرّني كثيراً، لكن تزاحمت في ذهني كثيرٌ من الأسئلة الملحة التي تريد جواباً بل أجوبة انها تلحّ في السؤال وما كنت اجرأ على السؤال ممن كانوا حولي، وكنت أسأل الله تعالى وأدعوه وأستجير به، وأخيراً اتخذت قراري انه قرار الإسلام قرارٌ لارجعة فيه باذن الله وشهدت الشهادتين نطقت من اعماق نفسي بكلمة الحق، لا اله الا الله محمد رسول الله.
لم تؤثر وساوس البعض في اسلامي بل زادتني به تمسكاً، والى جانب لغتي الألمانية أتقنت اللغة التركية وتعرفت على جمعية اسلامية امدتني بالكثير من الكتب القيمة حول الإسلام وعن طريق هذا الكيان الديني تعرفت على الثورة الاسلامية التي انتصرت في ايران في عام ۱۹۷۹ ميلادي.
وببركة الثورة الاسلامية اخترت مذهب أهل البيت (ع) وكل ما اريده هو ان اكون وفية لديني الجديد الذي باعتناقه شعرت انني قد ولدت من جديد.
جديرٌ بالذكر حضرات المستمعين الأفاضل ان السيدة فاطمة كانت قد نشرت مذكراتها عن اسلامها في عام ۱۹۹۰ ميلادي في مدينة ميونيخ، في المانيا الغربية.