تقول السيدة كونيكو يامورا عندما كنت في مقتبل العمر كانت تراودني بعض الأسئلة منها لماذا خلقت؟ وما الذي سيحدث بعد موتي؟ وكيف ينبغي لي أن أحيا وأعيش، هذه الأسئلة وغيرها ظلت تدور في ذهني دون أن أحصل الأجابة الثانية.
قبل ان اعتنق الاسلام كنت بوذية شأني في ذلك شأن الكثير من اليابانيين، لكن هذا الدين ما كان مقبولاً عندي خصوصاً وانه دين يميز ما بين الكهنة ممن يقرأون الأدعية الخاصة وسائر الناس، ثم انني لم أعثر فيه على ضالتي وهي اجوبة ما كان يخامر نفسي من تسائلات عن الانسان والحياة.
بعد ان اكملت دراستي الاعدادية اخترت علم الرياضيات لدراستي الجامعية، وفي الجامعة كان لنا زميل يختلف عن باقي الزملاء في سلوكه وأقواله حيث كان يتحدث للطلاب والطالبات عن الاسلام ولم يمض زمن طويل حتى علمت انه ايراني مسلم. لقد رأيت ان زميلي هذا يمكن ان يعينني في العثور على اجابات لأسئلتي التي ادخلت الحيرة في نفسي، فطرحتها عليه وسرعان ما تلقيت منه الاجابة القانعة، كلّ هذا صار مقدمة لاعتناقي الاسلام ونبذي الوثنية والبوذية.
واتضح لي إن الاسلام هو دين الدنيا ودين الآخرة وعرفت الباري تعالى من خلاله، وبعد ان اشرقت انوار الاسلام الباهرة على قلبي وغمرت كل كياني اقترنت بزميلي الذي هداني الى الاسلام وجئنا الى ايران للسكن فيها.
ورزقني الله بعد الزواج عدة اطفال، ارتأيت ان ابقى الى جانبهم في البيت لتربيتهم ورعاية شؤونهم.
وكان زوجي يؤكد لزوم تربية اولادنا تربية اسلامية من خلال تعريفهم بالقرآن الكريم والأحكام الشرعية الضرورية، كما انه كان يقول علينا ان نكون قدوة للأطفال في اعمالنا واقوالنا لكي يصبحوا مسلمين حقيقيين.
وهكذا والحمدلله صار ابنائي ومنهم ولدي الأكبر محمدٌ الذي نذر نفسه للاسلام حيث سار الى جبهات قتال الباطل ونال الشهادة في سبيل الله في عام ۱۹۸۳ ميلادي. لقد رحل ولدي الشهيد محمد الى ربه راضياً مرضياً تاركاً حطام الدنيا وزبرجها حيث فضل التضحية والآيثار على اكمال الدراسة فالأولى غاية من غايات الآخرة والثاني غرض من اغراض الدنيا البالية.
وتضيف السيدة كونيكو يامامورا التي أسمت نفسها بعد الاسلام (سبا) وحملت لقب زوجها بابائي، بعد ان قدّمت ثمرة فؤادي ولدي محمد هدية للاسلام قرّرت خدمة الثورة والجمهورية الاسلامية وولوج ميدان الحياة الاجتماعية حيث امارس حالياً مهنة الترجمة في قسم اللغات الأجنبية في وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي في طهران واقوم بتعليم قراءة القرآن الكريم الذي اتقنت قراءته للنساء الأميات.