حيث يعدّ مكاناً مناسباً ياخذ فيه المسافرون والسياح قسطاً من الراحة خاصة في ايام عطلة النيروز وعيد رأس السنة الايرانية.
أما قرية اسطرخي فهي قرية جبلية يقصدها السياح، تقع في وسط واد عميق نسبياً يمتدّ من الجنوب الى الشمال الشرقي فضلاً عن أن نهراً يتخلل الوادي والقرية.
المصدر المائي الذي يغذي هذا النهر هو عبارة عن عدّة عيون مائية صغيرة وكبيرة، حيث تطوي مسافة قصيرة لتتحوّل أخيراً الى شلال يبلغ ارتفاعه 20 متراً.
تعبر مياه هذا الشلال، والذي هو أطول شلال في قضاء شيروان، من وسط أشجار كبيرة معمّرة مثل الحور والصفصاف والجوز، المياه وعند اصطدامها بالأحجار والصخور الموجودة في طريقها تبدو وكأنها غيوم بيضاء؛ ممّا يضفي جمالاً اضافياً على هذا المنظر الطبيعي الخلاب.
يعرف هذا الشلال في القرية بـ «شارشار». هذا وتوجد فوق الشلال طاحونة مائية قديمة عاطلة. وتحيط بالشلال من الجهتين الشرقية والغربية أشجار كثيفة تشبه غابة خضراء.
وبالقرب من شلال اسطرخي يوجد مصيف ومنطقة باردة جداً في الصيف.
الى ذلك وعلى بعد 40 كيلومتراً من شرق الشلال يوجد كهف صغير. ونظراً لوجود أحجار كلسية في اسطرخي، فاجراء الدراسات على الكهف يحتاج الى آراء المتخصصين والخبراء.
أهالي قرية اسطرخي هم من أتراك منطقة ماوراء النهر الذين تم تهجيرهم الى هذه المناطق في أيام حكم نادر شاه الأفشاري. وما يشهد على ذلك هو وجود مقبرة قديمة في هذه القرية يعود تاريخها الى تلك الفترة.
تتوفر في مرتفعات اسطرخي أنواع العقاقير. ومن المحاصيل الزراعية في هذه المنطقة الجوز والزبيب والبطاطس والقمح والشعير ومختلف الفواكه.
وتوجد شجرة سرو جبلية معمّرة في المسافة التي تقع ما بين شلال اسطرخي وعيون المياه. هذه الشجرة والتي يصل محيط ساقها الى نحو خمسة أمتار لها أوراق وأغصان كثيفة، ويبلغ عمرها قرابة 600 سنة.
ويوجد في وسط القرية مرقد مقدس يعود حسب ما يرويه الأهالي، الى أحد أحفاد الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع)، وهو «عبد الرحمن»، حيث يكنّ أهالي القرية احتراماً خاصاً لهذا السيد الهمام والذي له مكانة عظيمة عندهم. الضريح مبنيّ من الخشب، الا أنّ المرقد وبفضل مساعدات الأهالي وباشراف مؤسسة الأوقاف في شيروان، تمت اعادة اعماره.
كما يوجد في قرية اسطرخي، زقاق يعدّ الأضيق في نوعه، حيث يبلغ عرضه 80 سنتيمتراً. هذا الزقاق والذي اشتهر بزقاق المصالحة، كان في ماضي الأيام مكاناً يستفاد منه لإقامة المصالحة بين الأهالي عندما يكدر صفوهم.
والجدير بالذكر أنّ قرية اسطرخي تم تقديمها قبل سنوات كقرية سياحية نموذجية.