نص الحديث
حديث الامام السجاد (عليه السَّلام): "ويل لمن غلبت أحداته عشراته".
دلالة الحديث
الحديث المتقدم يجسّد ما يطلق عليه بـالتناص، أو التضمين، أو الاقتباس، كما يمكن اطلاق المصطلح الرمزي عليه، اى: انه رمز يتضمن الاشارة من مصطلح أحدات إلى الحديث القائل بأن السيئة الواحدة تجازى بمثلها، بينما الحسنة تجازى بعشر اضعافها، اي: ان السيئات اذا غلبت الحسنات فويل لمرتكبها، وبكلمة اكثر وضوحاً، مصطلح الاحدات والعشرات، هو اشارة الى ان من عمل سيئة واحدة: يعاقب بمثلها، واذا عمل حسنة فله عشرة اضعافها.
بلاغة الحديث
والآن مع معرفتنا بخلفية هذا الحديث نتقدم الى متابعة بلاغياً، فنقول:
(الطرافة) تمثّل احد اشكال مبادئ البلاغة او الفنّ بعامة، وذلك بسبب تضمنّها نكتة تنطوي بالضرورة على ما هو مثير وملفت للنظر، هنا في الحديث الذى نتناوله يتضمن جملة طرائف، فى مقدمتها الاشارة الحاضرة ـ احدات، عشرات ـ الى مفهوم غائب الحسنة بعشر امثالها، والسيئة بواحدة.
اذن: العشرة والواحدة، تمَّ تحويلها الى عشرات وواحدات، ينطوي على طرافة تقول بما مؤداه: ان الشخصية الخاسرة هي التى تغلب سيئاتها حسناتها، مع وضوح ان الجزاء طالما يشير الى ان الميزان يوم القيامة سوف يصبح لصالح الشخصية في حالة ما اذا ثقلت موازينه، وانه يخسر فى حالة ما اذا خفت موازينه، اى اذا طغت الحسنات على السيئات، فان الشخصية تظفر بالجزاء الايجابي والعكس هو الصحيح ايضاً.
اذن: لنلاحظ طرافة الحديث المذكور، حيث انه يتضمن حيناً احاديث مشيرة الى ان السيئة بواحدة، والحسنة بعشرة اضعافها، وحيناً آخر مشيرة الى ما ورد فى النص القرآني الكريم بالنسبة الى من تطغى سيئاته فيخسر، وهكذا.
وأما رابعاً: فإن الطرافة تمثل في ان قارئ الدعاء سوف يترك لذاكرته بأن تتجول فى النصوص القرآنية الكريمة والاحاديث الكريمة، فتستخلص منها ما يرشح من الدلالات المكثفة، متمثلة من الحديث المتقدم.
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الحسنات، ومطلق الطاعات غير المقترنة بالسيئة، انه سميع مجيب.