هذا المسجد القريب المجاور لمرقد الامام علي بن موسى الرضا (ع) يعود بناؤه الى عام 797 للهجرة.
عمالقة فن العمارة الاسلامية –الايرانية وجهابذة الفنانين البارعين في ذلك الزمن، وظفوا جميع ما كان لديهم من عبقريتهم الابداعية وموهبتهم الفنية والامكانيات الفنية الضرورية لإنشاء هذا المعلم الأثري الديني الرائع، فخلدت إصابعهم الفنية المبدعة مسجداً فريداً من نوعه تسترعي مؤثراته وزخارفه الفنية البارزة انتباه كل ناظر وسائح.
تم بناء هذا المسجد بطلب من امرأة مسلمة محبة للفن والأدب متبرعة للخير، ألا وهي «گوهرشاد» زوجة الملك التيموري شاهرخ ميرزا.
تشتهر مساجد ايران الاسلامية بامتلاكها لايوانات مرتفعة وأقواس مزخرفة بروائع القاشاني والنقوش والأشكال الظريفة والدقيقة.
مسجد جوهرشاد هو النموذج الكامل والبارز للفن الايراني، حيث استخدم في بنائه جميع السمات والميزات الخاصة بأساليب العمارة الايرانية التقليدية والتي تتمثل بشكل جلي في ايوان المسجد الكبير المعروف بايوان «المقصورة». ان الزخارف الفنية لهذا الايوان تضفي شعوراً بالطمأنينة والهدوء والحيوية على المصلين في المسجد والمتبهل الى الله سبحانه وتعالى، ناهيك عن أنها تفتح أمام ناظريه عالماً آخر زاخراً بالرموز والأسرار، حيث يهيم العقل البشري فيه ويغرق في جاذبياته العرفانية.
إن مسجد جوهرشاد مربع الشكل وتتراوح أبعاده بين 65/51 في 30/56، وتزيد مساحته على 9400 مترمربع. المسجد له اربعة ايوانات وثمانية فناءات. يحيط فناءان كبيران بايوان المقصورة، وكل واحد منهما له اربعون عموداً بنيت فوقها أقواس وفق النمط المعماري المألوف في العهد التيموري.
وفي جانبي الايوان الشرقي، يطالعنا فناءان آخران، وفي طرفي الايوان الشمالي يوجد فناءان صغيران ايضاً.