نص الحديث
قال الامام زين العابدين(ع): "أن بين ايدينا عقبة كؤود"
دلالة الحديث
هذا ألحديث لايحتاج الى توضيح بقدر مايحتاج الى تذكير، ومن ثم ملاحظة الادوات الفنية التي أستخدمخها ألامام علي (ع) في صياغة ألدلالة، وهي: أن أمام ألأنسان في اليوم ألأخر حسابا طويلا، لايغادر صغيرة لا كبيرة، بل مايلفظ ألمرء من قول ألا وله رقيب عتيد....والان: إذا كان ألأمركذلك، فماذا نستلهم من ألحديث ألقائل بأن بين أيدينا عقبة هذا مانحاول توضيحه آلآن....
لننظر آولا مالمقصود من عبارة كؤود؟
العبارة في معجم أللغويين تعني: ألمرتقى ألصعب، وألمصعد الشاق،هي مأخوذة من (كأد) آي اكتئب أو شق عليه أو (تكلف ألشيءوكابده)...
وأما كلمة(ألعقبة) فهي: ألمرقى ألصعب ألى الجبال،وحينئذ تكون عبارة(عقبة كؤود)مشيرة الى ألصعود ألصعب أو الشاق أو المجهد إلى أعلى ألجبل، والأن إذا لاحظنا ماسبقها من ألنص وهو: (ان بين أيدينا)، أي أمامنا صعودا شاقا في طريق شاق الى مكان شاق...ولننتقل من المعنى اللغوي ونتجه الى ألمعنى ألأدبي فماذا نلاحظ.
نحن الان أمام (رمز) فني بالغ ألدلالة والدهشة، حيث أن الطريق او ألصعود، والوصول الى ألنهاية محفوفة بمشقة ومكابدة كبيرة،...وهذا مايرمز به ألنص ألى (ألصراط) ومدى نجاح ألشخصية في أجتيازه وعبوره...كما أنه يرمز في دلالته ثانوية أو استخلاص أخر هو ماذكره القران الكريم.
في جوابه على سؤال ( وما اىراك مالعقبة ) حيث قال: ( فك رقبة أو أطعام في يوم ذي مسغبة....الخ....
أذن نحن ألأن أمام رمز فني متعدد ألدلالة ولكنه (موحد) ألهدف والسؤال ألجديد هو: ماهي ألألية ألفنية لهذا ألرمز ألذي أستخدمه ألقران ألكريم وألأحاديث ؟..
بلاغة الحديث
أن ألأمام (ع): أرتكن ألى ألقران ألكريم في صياغة موضوعه وهو مانطلق عليه مصطلح (ألتناص) في لغة ألنقد ألأدبي ألمعاصر وما يسمى(تضمينا) أو(أقتباسا) في أللغة ألبلاغية ألموروثة..ولكن مايعنينا هو: أن هذه الصورة التضمينية قد اكتسبت طابعا فنيا مزدوجا لازدواجية اللغة ذاتها أو ألنص ألمقتبس منه وهو ألقران الكريم....وجمالية ذلك بالأضافة إلى ماتقدم تمثل من الدقة ألدلالية للصورة ألمذكورة حيث ان ألموقف في عرصة ألقيامة والرعب ألمحفوف بذلك، وتطلع كل نفس إلى نتائج سلوكها،...
اولئك جميعا تعني: أن هول ألمحاسبة لابد وأن تجعل الأنسان يتداعى إلى تعديل سلوكه (وهو مانسأل به الله تعالى) أن يوفقنا إلى ذلك، وإلى ممارسة ألعمل ألعبادي والتصاعد به إلى ألنحو المطلوب.