لاهيجان هي من أقدم مدن محافظة جيلان وأجملها والتي كانت عاصمة لحكومة سادة آل كيا، تعرف لاهيجان بمدينة الشاي، لأن زراعة الشاي في ايران بدأت لاول مرّة وبرعاية وجهد الحاج محمد ميرزا كاشف السلطنة في لاهيجان عام 1319 للهجرة، ولم يلبث حتى أن انتشرت زراعة الشاي في هذه المدينة وباقي المناطق الجنوبية المطلة على بحر الخزر.
تقع مقبرة كاشف السلطنة على تل من الشاي اشتراه هو نفسه في سنة 1307 للهجرة الشمسية.
وكانت مقبرة كاشف السلطنة وبناءً على وصيته في وسط شجيرات الشاي. المقبرة القديمة كانت عبارة عن حجر من الرخام الاسود ولا أسوار له وسطح مسقف، بيد انه تقرر فيما بعد تخصيص 2% من العائد الناجم عن بيع الشاي لبناء مقبرة تليق بمكانة كاشف السلطنة. فتم في عام 1335 هـ. ش بناء هذه المقبرة الحالية على النمط المعماري الغربي وباستخدام هيكل من الخرسانة وواجهة من حجر رمادي اللون وعلى مساحة 512 مترا مربعاً.
وتتضمن هذه المقبرة والتي تحولت فيما بعد الى متحف عام، تتضمن الاشياء والأدوات التقليديه التي تخص الشاي وكذلك وثائق تبين الأنشطة التي قام بها كاشف السلطنة الذي يوضف بـ (أب الشاي) في ايران. ويستقبل المتحف يومياً عدداً من الزوار المحليين والسياح.
يشتمل متحف الشاي على ثلاثة أقسام هي: مقبرة كاشف السلطنة التي يقوم عليها برجٌ مرتفعٌ مربع الشكل في الجانب الغربي والصالة الرئيسة الواقعة في الجانب الشرقي والتي تضم غرفتين على مقياس 14 متراً مربعاً تقريباً فضلاً عن المدخل الرئيس للمتحف الواقع في الجانب الشرقي ايضاً والذي تمت زخرفته بنقوش حول المواكب وعزاء الحسين وأمّا في اليمين، فهناك وثائق ومستندات تاريخية تسرد اكتشاف الشاي وصور عن كاشف السلطنة، معلقة على الجدران.
تنقسم القاعة الرئيسة للمتحف من خلال طابق خشبي الى قسمين علوي وسفلي، كما يوجد سلمان خشبيان على شكل شبه مدور في بداية القاعة ينتهيان الى الطابق الثاني.
وفي زاوية أخرى من القاعة نفسها وفي الطابق الارضي، يوجد سلمٌ حجري يؤدي الى مقبرة كاشف السلطنة.
تم تصميم طوابق القاعة وفقاً لواجهة خشبية وبموازاة الأعمدة الستة الداخلية.
وفي الطابق الأرضي نرى في داخل الواجهات الادوات التراثية المكونة من سماورين روسيين وصينية فضية ومكيالاً وصندوق الشاي وحزمة التبغ وفنجاناً وإناءً لشرب الماء إضافة الى كتابات مخطوطة لكاشف السلطنة. أما في الواجهات الموجودة في الطابق العلوي، فتعرض أدوات مثل أوان فخارية وحلي واشياء أخرى تعود الى العصرين الاشكاني والسلجوقي اضافة الى وثائق ومستندات وسبحة وسجاد ومغراف للحليب ومدقة خشبية ووعاء خشبي صغير وجرة وغيرها من الأدوات.
يذكر ان ارضية المقبرة مكسوة بالرخام الابيض وترتفع الجدران الجانبية للمقبرة بواسطة أعمدة دائرية الشكل، ما يلفت تصميمها انتباه المشاهدين والزائرين.