نص الحديث
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعان علي ظلم، فهو كالبعير المتردي، ينزع بذنبه.
دلالة الحديث
الحديث أعلاه، يتحدث عن اعوان الظلمة، اي: الاشخاص الذين يتعاونون مع الحكومات الجائرة، او مطلقاً الجماعات او الاشخاص الذين يمارسون الظلم، من حيث التزيين لأعمالهم أو مساعدتهم في الحاق ذلك الظلم او الانحراف، حيث يشبههم الحديث بالبعير الساقط علي الارض ينزع الي الموت: نتيجة سقوطه.
والسؤال الآن هو: ماذا نستلهم من التشبيه المذكور، اي: تشبيه المتعاون مع الظلمة بالبعير المتردي اي الساقط علي الارض وهو يلفظ انفاسه الاخيرة، نتيجة سقوطه؟
بلاغة الحديث
في تصورنا ان هذا التشبيه من أشد الصور الفنية اثارة من حيث جماليته وواقعيته، كيف ذلك؟!
ان الحديث المذكور قد انتخب من خلال التشبيه للمتعاون مع الظالم بالبعير الساقط، اي: انتخب حيواناً كبيراً كالجمل وهو اكبر الحيوانات المستخدمة للركوب: كما هو واضح، ومن الواضح ايضاً، ان كبر حجم الحيوان يتساوق مع كبر الحمل الذي وضع علي ظهره، بمعني ان المتعاون مع الظالم يحمل وزراً كبيراً جداً يتناسب مع كبر حجم البعير، ولذلك فان كبر حجم الحمل يتسبب في اسقاط البعير وعدم قدرته علي الحمل المذكور، وبذلك يتعرض البعير للموت ويلفظ انفاسه الاخيرة، نتيجة الحمل المذكور.
ان جمالية التشبيه المذكور تتمثل - بالاضافة الي ما او ضحناه - في ان المتعاون مع الظالم مسلوب العقل اولاً لانه شبيه بالحيوان المذكور ويتمثل ثانياً في تحمله مالا طاقة به من الحمل الذي وضعه الظالم علي ظهره، وبهذا يكون الذنب الذي يتحمل مسؤؤليته من الضخامة الي درجة ان هذا التعاون مع الظالم أشرف علي الهلاك وليس مجرد جراحة أو الم بدني بل الهلاك، حيث يظل المتعاون مع الظالم ينزع بذنبه نتيجة لتعاونه المذكور.