نص الحديث
قال الامام علي (عليه السلام): من أحد سنان الغضب لله تعالي، قوي علي اشداء الباطل.
دلالة الحديث
المقولة المتقدمة، تجسد احد مبادئ التعامل مع الله تعالي، خلال المواجهة مع اعدائه تعالي، انها توضح بان من الغضب لله تعالي كما لو رأي منكراً فغضب لله مستنكراً ذلك، ثم واجه المنكر من خلال الرد عليه، حينئذ فان الله تعالي يجعله منتصراً علي الباطل من القوة. هذه الحقيقة، قد رسمها الامام علي (عليه السلام) - وهو امام البلاغة - في صياغة فنية هي الاستعارة علي نحو ما نحدثك عنها الآن بحيث يستطيع قارئ الحديث بان يعمق معرفته بالمبدأ المذكور من خلال لغة الفن.
بلاغة الحديث
الصورة الاستعارية للحديث هي: من أحد سنان الغضب لله تعالي قوي علي اشداء الباطل. ان هذه الاستعارة تتضمن فضلاً عما تحمله الاستعارة عن بلاغة فائقة، تتضمن تقابلاً له جماليته. فالتقابل هو بين الغضب من اجل الله تعالي وبين القوة علي اشداء الباطل، عند رجال الباطل، وتقابلها قوة هي الغضب من اجل الله تعالي، حيث ان الغضب الفردي (علي سبيل المثال) يستطيع ان يواجه اشداء الباطل وهم جماعة او لو قوة دنيوية مقابل القوة التي يمثلها الغاضب علي اشداء الباطل وهذا هو التقابل.
ولكنه ماذا عن الصورة الاستعارية؟ الصورةالاستعارية هي: حدة السنان، والسنان هو نصل الرمح، اي: اداة عسكرية، وبهذا تتجسد الاستعارة في كونها قد خاعت علي الظاهرة النفسية او الفكرية (الغضب لله تعالي) طابع (الاداة العسكرية - السنان) اي: جعلت للغضب سنانا يستخدمه المؤمن في مواجهة جيش الباطل، بحيث ينتصر عليه، وهذا ما عبرت الصورة القدمة عنه من خلال عبارة (قوي علي اشداء الباطل) فالاشداء يمثلون قوة، ولكن الايمان أقوي من اشداء الباطل: بحسب الصورة الاستعارية المذكورة.