توجد بقايا موقع أثري منحوت في داخل صخرة مرتفعة، حيث يمتدّ طريق ضيق من قاع نهر قديم الى اول مدخل للموقع يبلغ ارتفاعه 60 متراً.
هذا الموقع الأثري يعرف بمعبد كلات أو معبد مند الناري أو معبد خورموج الناري.
يتكّون هذا المعبد الناري من ثلاثة طوابق: رئيسية أو وسطى، والعلوية والسفلية، حيث يرتبط كل طابق بالآخر، بيد أن الطراز المعماري لبناء كل طابق يختلف عن الآخر، وعلى ما يبدو فأن كل طابق بني لاستخدامات وأغراض خاصة.
الواجهة الخارجية الحالية للمعبد عبارة عن منصة رئيسية ذات سقف مقوّس ومدخلين آخرين فضلاً عن عشر حفر على شكل منافذ في جانبي المنصة الرئيسية التي تعمل كمنافذ لإدخال الضوء في المعبد.
وعلى ما يبدو فانّ الجزء الرئيسي (الجزء الوسط) للمعبد كان لجلوس الكهنة أو المقربين وأداء طقوس دينية خاصة. ان الشخص المذنب أو المتهم أو الذي كان ينتخب للذبح أو القربان، يوضع على منصة وسطى.
وكما يبدو أن التصميم المعماري الأصلي لقبور معبد كلات متأثر بالقبور الفنيقية، ونظراً لوضع المقابر واستقرارها على بعضها البعض والتقليص التدريجي لأبعادها في الطوابق العلوية، تشبه معابد الزيغورات عند العيلاميين والبابليين، غير ان التصميم الصليبي للدهاليز والممرّات مستلهم من التصاميم المعمارية الفنية الايرانية والهندية. بما أنّ لقبور معبد كلات الناري صفحة مستقلة، بيد أنها متأثرة بحضارات مختلفة كالايرانية والهندية والآشورية والفنيقية والعيلامية.
بعد حدوث هزة أرضية في منطقة دشتي، أفادت تقارير بانبعاث كمّيات من الغبار من مرتفعات «مند»، ممّا يدل على وقوع انهيار قوي لبغص جبال المنطقة؛ الأمر الذي بعث على قلق عميق فيما يخصّ تدمير معبد «مند» الذي يعود الى ألفي سنة خلت، الا أنّ حادث الزلزال، وحسب شهود عيان والمسؤولين المحليين ولحسن الحظ، لم يتسبب بايقاع خسائر تذكر في هذا المعلم الأثري.