نص الحديث
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعان علي ظلم، فهو كالبعير المتردي ينزع بذنبه.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم صورة تشبيهية تهدف الي توضيح الحقيقة الذاهبة الي من يتعاون مع الظالم، وما ينتظره من العقاب الالهي علي ذلك.
ومن الواضح، أن الظالم لو لم يجد له أعوانا لتعذر عليه ان يمارس الظلم أو يصاعد به، من هنا، يتقدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برسم صورة بلاغية لمن يتعاون مع الظالم: بحيث تنبهر أمامها من حيث طرافتها وعمقها وانعكاساتها.
بلاغة الحديث
تتجسد بلاغة الحديث المذكور، بتشبيهها للظالم بالبعير الساقط علي الارض، حتي يشرف علي الهلاك، والنكتة هنا هي: أن الحديث المذكور قد انتخب حيوانا كبير الحجم، وهو البعير، وهو حيوان قد استخدم للركوب: كما هو واضح، وهذا يعني أن الظالم قد ركب هذه الشخصية التي تتعاون وأياه واستخدمها في تحقيق رغباته، وهي رغبات غير مشروعة لانها تنتسب الي الظلم، والنكته جديداً هي: أن الله تعالي يعاقب هذا المتعاون مع الظالم ويجعله ساقطاً نتيجة ركوب الظالم عليه بصفة أن الظلم عبءٌ ثقيل، ولذلك يسقط البعير - وهو المتعاون مع الظالم - نتيجة هذا الحمل الثقيل الذي أرتضاه لنفسة.
هنا يجدر بنا تذكير المستمع (أو القارئ) بضرورة انتباهه علي هذه الصياغة البلاغية أو التشبيه حيث لا نعتقد بأن الانعاسات المترتبة علي سلوك المتعاون مع الظالم، تحمل من الحقائق ومن القناعة ومن الانبهار بهذا التشبيه في جملة نكات، منها: التشبيه بالبعير وليس بسواه من الحيوانات، حيث أن البعير كبير الحجم من جانب، وتستخدم للركوب من جانب آخر. ثم أنحطاط الذهن لديه، بصفة أن الحيوان اساساً لاعقل له: كما هو واضح، ثم هذا الحمل (أو العبء) الذي حمله علي ظهره بحيث أدي به الي السقوط علما بأن البعير العاري لا يكاد يسقط من الاحمال علي ظهره، ولكن بما أن التعاون مع الظالم هو: ذنب كبير: حينئذ فأن كبر الذنب يتناسب مع كبر الحيوان المشار اليه ومن ثم سقوطه.