نص الحديث
قالت فاطمه الزهراء (عليها السلام) لمن اكثرت الاسئله عليها: اكتريت انا لكل مساله ما بين الثري الي العرش لؤلؤا.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم - كما المحنا - جاء جوابا لاحدي النسوه ممن اكثرت اسئلتها علي الزهراء (عليها السلام) بحيث خجلت من ذلك، فاجابتها الزهراء (عليها السلام) بانها ربحت من الاسئلة ربحا لاحدود لتصوره، انه الربح المتمثل فيمن تلا ما بين الارض والسماء لؤلؤاً: علي سبيل المثال وهذا الحديث يجسد - من حيث الصياغة التعبيرية صورة - رمزية، اي: ان اللؤلؤ يرمز الي الشيء الثمين، كما ان المسافة ما بين الارض والعرش ترمز الي كثرة المنفعة، حيث ان معني (اكتريت) هو: الاطاله في الحديث، اي: الزيادة في ذلك، والمهم الان هو: ان نشير اولاً الي دلالة الحديث المتقدم، ثم الي بلاغته. اما دلالته فمن الوضوح بمكان، حيث ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، او ان توصيل مبادئ الله تعالي الي الاخرين، او ان زكاة العلم هو نشره هذه المعاني تؤكد اهمية نشر المعرفة الاسلامية الي درجة ان الناشر لها لاحدود للثواب الذي يحصل عليه من الله تعالي.
بلاغة الحديث
واما بلاغة الحديث تتمثل في ان الزهراء (عليها السلام) وهي بنت النبي: افصح العرب، وزوجه الامام علي (عليه السلام): ابلغ العرب عندما تصوغ حديثاً فهذا يعني انه يطفح بفصاحته وبلاغته، وهو ما نلحظه في طبيعة الصورة الرمزية التي توكات عليها في التعريف باهمية نشر المعرفة، وان هذا الامر مهما كثر فانه في صالح الشخصية، بحيث يتعين علي كل واحد منا الايثقل عليه نشر المعرفه بل علي العكس انه يربح من الان ما لاحد لاحصائه، من هنا، فان الدلالة المذكورة صاغتها الزهراء (عليها السلام) في صورة هي: الاكتراء مما بين الارض والعرش مما لاحدود لتصوره. كما ان اللؤلؤ - بهذا القدر - لا حدود لتصور ثمنه، بالاضافة الي ان العرش نفسه: يجسد احد الرموز التي لاحدود لتصورعلوه وتتمته...؟ ان الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (كما ورد في النص القراني الكريم) مما يعني ان الثواب الذي يحصل عليه الناشر للمعرفة الاسلامية يبلغ من العلو والرفعه الي ما لاحد لتصوره.
اذن ادركنا النكات البلاغية الكامنة وراء التعبير الذي صاغته الزهراء (عليها السلام) بالنسبة الي ضرورة ان تعني بنشر المعرفة وعدم الملل من ذلك، بل العكس: يتعين علي الشخصية الاسلامية ان تدرك وظيفتها في الحياة وفي مقدمة ذلك: ايصال مبادئ الله تعالي الي الاخرين: كما هو واضح.