نص الحديث
قال الامام السجاد (عليه السلام): من خاف البيات تجافي عن الوساد.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم، يشير الي دلالة خاصة، ترتبط بالحياة الدنيا، وموقف الشخصية الاسلامية منها، حيث اعتمد صورة تمثيلية هي: ان الشخص الذي يخاف الهجوم عليه ليلاً: لا يمكنه ان ينام هادئ العين، بل يبقي ساهراً حتي يصد الهجوم الذي يتوقعه.
هذه الدلالة سنحدثك بعد قليل عن بلاغتها، ولكننا الآن يجدر بنا ان نذكرك بمحتوي دلالتها التي تتمثل او توحي للقارئ او المستمع، بان علي الشخصية الاسلامية ان تكون يقظة حذرة طيلة وقتها، والّا تغفل لحظة عن ادراك مهمتها العبادية في الحياة، حيث ان الله تعالي خلق الجن والانس ليعبدوه، لذلك فان الشخصية الاسلامية مدعوة لان تمارس عملها العبادي ولا تغفل عنه لحظة، لانها لا تعرف متي يأتيها الموت وعندئذ لا تستطيع ملافاة قصورها وتقصيرها في وظيفتها العبادية.
وبكلمة بديلة: مؤدي الحديث ان من يخشي العقاب عليه ان يهيء نفسه للدفاع يوم لا ينفع مال ولا بنون.
بلاغة الحديث
واذا اتجهنا الي بلاغة الحديث المتقدم، نجد ان هذا الحديث ينطوي علي صورة فنية: لها طرافتها وعمقها، حيث انها اعتمدت علي طرف هو: ان الشخصية او الجيش الذي يخشي ان يهجم ليلاً عليها، يتعين عليها – من الطرف الأخر – ان تبقي ساهرة لا نائمة، لان النوم يسبب لها الهزيمة.
وما يعنينا من هذه الصورة الفنية هو: عمقها وطرافتها: كما قلنا. وتتمثل طرافتها في تشبيه ما يخشاه الشخص من الهجوم عليه ليلاً، وحينئذ فان الخائف من الهجوم يتجافي عن النوم، اي لا ينام، الّا ان الطرافة هنا هي في عبارة (تجافي عن الوساد)، فالوساد هو المتكأ الوتير، والتجافي هو التباعد، وهذا يعني: ان التجافي عن الوساد رفر نمط القلق والسهر والخوف الذي لا يتلاءم مع الفراش او الوسائ الوتير، وهذا هو منتهي الطرافة ومنتهي العمق في الصورة المتقدمه: كما لاحظنا.