يقع هذا الحصن في الطريق التجاري الرئيس في الماضي وعلى بعد خمسة كيلومترات من طريق غلبايغان الى طهران، وفي مدينة صغيرة باسم «غوغد» من أعمال گلپايگان.
حصن غوغد التاريخي هو ثاني عمارة تم بناؤها بالطوب في ايران، ويعود تاريخ بنائه الى نحو اربع مائة سنة مضت، وان الوثيقة الوحيدة المكتوبة المتبقية من هذا الحصن ترجع الى حوالي مئة واربعين عاماً. وجاء في هذه الوثيقه أن شخصاً يدعى عليخان أهدى نصفاً من مبنى هذا الحصن الى زوجته، كمهر لها، ومن ثم، سمي الحصن بـ «حصن عليخاني».
وهناك في مدينة گلپايگان منارة ترتفع 18 متراً. وكانت هذه المنارة في الماضي السحيق توجه الطريق للقوافل أثناء الليل، وذلك من خلال لهيبها المشرق الوضاء، ومن هنا جاءت شهرته «بفانوس الصحراء». وفي زمن السلم، كان حصن غوغد بمثابة محطة لنزول القوافل فيه، ونظراً لموقعه الجغرافي الخاص ومقارنة بباقي النزل المجاورة له؛ كان كبار التجار وحتى الحكام وولاة سائر الاقاليم الايرانية آنذاك يأخذون قسطاً من الراحة في هذا الحصن. وينسب الى بعض المعمرين في مدينة غوغد قولهم بان الآقا محمد خان، مؤسس السلالة القاجارية وفي بعض حروبه كان هو وجنوده.
وكان حصن غوغد التاريخي في زمن الحروب وهجمات الأعداء آنذاك، بمثابة حصن عسكري. وفي المدخل الشمالي للحصن، توجد غرفة ملكية تستخدم حالياً كغرفة خاصة للاستقبال والاستجمام، ناهيك عن حوض ماء في هذه الغرفة كان الحراس في الحصن يستخدمونه لإطفاء النار في حال قيام المهاجمين بإضرام النار في الباب لإخمادها من مياه الحوض. الى ذلك، توجد فتحات وثقوب على جدران مرتفعة كانت تعمل كجهاز إنذار، وحتى الحمائم اتخذت منها ملجأ تحط فيه ومن خلالها ايضا ينتبه الحراص في حال ورود مهاجمين عبر السلالم وما شابه الى داخل الحصن، وذلك من خلال الأصوات والضجة الصادرة عن هذه الحمائم في الليل. هذا وتوجد بئر ماء في الجانب الشرقي من الحصن، ما يؤشر إلى أن المقمين في الحصن كانوا يشربون منها في حال فرض حصارٌ عليهم. ونرى على المدخل الرئيس لحصن غوغد مدقات للباب، واحده وهي الكبيرة تخص الرجال والثانيه وهي الأصغر تتعلق بالنساء.
ان وجود أساسات حول هذا الحصن ومساحة مكشوفة في الوسط فضلاً عن وجود طبقات في أعلى المبنى وأسفله، كل ذلك يدل على هندسة معمارية في بناء هذا (الحصن) مراعاة للنظام الطبقي السائد في المجتمع حينذاك.
فكان الطابق الاسفل مخصصاً للإبل، بينما التجار ورجال الأعمال والوجوه البارزة يقيمون في الطبقات العليا. في الوقت الحاضر وبعد عملية اعادة اعمار حصن غوغد هذا، تحول الى نزل سياحي متوفر على امكانيات رفاهية حديثة منها غرفٌ جميلة مع مرافق صحية ومطعمٌ ومقهى تقليديٌ ومتجرٌ ومعرضٌ لبيع الصناعات اليدوية وقاعاتٌ وصالات متعددة الأغراض ما جعل حصن غوغد يستقبل يومياً عدداً كبيراً من السياح الايرانيين والأجانب.