وكان يتم بناء هكذا بنايات في اصفهان ويزد وغيرهما من المدن الايرانية. وكانت أبراج الحمائم الكبيرة منها والصغيرة في ايران تستوعب ما يتراوح بين ألف واربعين ألف حمامة.
وأثناء زيارته لايران في العصر الصفوي، كتب السائح الفرنسي شارون في مذكراته يقول: «أعتقد أن ايران بلد تبنى فيه أفضلابراج الحمائم في العالم.. فهذه الابراج العظيمة اكبر من مراكزنا الرئيسية لتربية الطيور بستة أضعاف .. وتوجد في ضواحي اصفهان ما يزيد عن 3000 برج للحمائم».
وفي الفترة التي كانت اصفهان عاصمة لايران، تم بناء حوالي اربعة آلاف برج للحمائم في هذه المحافظة. وفي تلك الحقبة الزمنية، كان الناس يعتمدون في معاشهم على محاصيلهم الزراعية ويستخدمون أسمدة الحمامات هذه لتسميه أراضيهم الزراعية.
هذا النوع من الأسمدة مقارنة بغيرها كانت في الماضي لها استخدامات عدة في بساتين الخضار والكروم. فهذه الزوايا كانت السبب وراء بناء أبراج حمائم كثيرة وكبيرة باصفهان. ومن الناحية المعمارية، تبنى هذه الابراج بالطوب، ويذكر أنه على مدى الـ400 سنة الماضية، كانت قد بنيت أبراج حمائم حتى في القرى النائية باصفهان.
النمط المعماري الداخلي لأبراج الحمائم يلفت الأنظار اليها؛ فعظمة هذه الأبنية من حيث القوة والسمك وكذلك تنوع اشكالها، شيءٌ يبعث على الاعجاب والزهو. واتبع في تشييد هذه الأبنية وكباقي المعالم المعمارية الايرانية، أسلوباً خاصاً يصفي عليها مسحة من الجمال والظرافة. ان تصميم واختيار الأساسات الدائرية في بناء برج الحمائم فضلاً عن الساحات المتداخلة هي من العوامل التي ساعدت على ازدياد قوته ومتانته.
وكما يقال ان الحيتان لا تتمكن من صعود أشياء وسطوح منحنية كالاسطوانة.
ان الاهتمام بزوايا مشروع توسيع برج الحمامة أفقياً وعمودياً وبناء أبراج حمائم على شكل سلالم وكذلك لكونها تتكون من الطوابق، كل ذلك جعل إعادة اعمار هذه الابنية وترميمها أمراً سهلاً ويسيراً. وفي المناطق الحارة والقاحلة التي لم يكن للماء أي وجود واثر فيها، كان يتم حفر آبار مائية وانشاء مناهل لشرب الطير.
تأتي اهمية أبراج الحمائم في الاقتصاد الايراني لدرجة أن القائد المغولي غازان خان كان قد أصدر أوامر بحفظ الطيور واعادة إعمار أبراج الحمائم وصيانتها ناهيك عما أنجزه لإحياء الزراعة في ايران.