ففي أحدث احتجاج جماهيري للحركة الانفصالية في إقليم كاتالونيا، تحولت منطقة وسط المدينة الى ساحة معركة بعد ان تطورت احتجاجات تندد باحكام قضائية اصدرتها مدريد بحق تسعة من زعماء الانفصالييين، الى مواجهات بين الشرطة ومحتجين فيما رفعت الاصوات مطالبة باطلاق قادة الانفصال في كاتالونيا.
وقالت إليسيندا بالوزي رئيس الجمعية الوطنية الكاتالونية:"لا يمكننا قبول الاحكام التي صدرت بحق قادة كاتالونيا. لقد حكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين تسعة وثلاثة عشر عاما بسبب تقرير مصير كاتالونيا".
وقدّرت الشرطة المحلية بثلاثمائة وخمسين الفا عدد المشاركين الذين احتشدوا في إحدى الجادات الواسعة بين الواجهة البحرية وكاتدرائية ساغرادا فاميليا، التي أغلقت أبوابها مرة أخرى أمام الزوار.
وتشهد برشلونة احتجاجات يومية مؤيدة للانفصال منذ الرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول وكانت شرارتها الحكم الذي اصدرته المحكمة العليا بسجن القادة الانفصاليين لدورهم في محاولة الاستقلال الفاشلة عام الفين وسبعة عشر، مما أدى إلى تزايد مشاعر الغضب وتعميق الانقسام في الاقليم المنقسم سلفا حول مسألة الانفصال عن اسبانيا، اذ أظهر استطلاع رأي أجري في أيلول/ سبتمبر الماضي أن اربعة واربعين بالمئة يؤيدون الانفصال مقابل ثمانية واربعين بالمئة.
ويقول مراقبون حول هذه التطورات انها مرشحة لمزيد من الاحتقان بسبب إصرار القوميين الكاتالان على استغلال الأحكام للتعريف بقضيتهم أمام المنتظم الدولي. ويطالب كيم تورا رئيس حكومة اقليم كاتالونيا مدريد ببدء محادثات على امل الاتفاق، على ان يجري الاقليم استفتاء ثانيا على الاستقلال وهو ما ترفضه السلطات الاسبانية حتى الان.