بسم الله وبالله والحمد لله والصلاة والسلام على أحباء الله محمد وآله الطاهرين، السلام عليكم أحباءنا، إخترنا لكم في هذه الحلقة مديحة رقيقة للفقيهة الأردنية أمّ عبد الوهاب بن يوسف الباعوني، المتوفاة سنة 992 للهجرة، قالت رحمها الله:
عبير الثنا في الخافقين يفوح
وبشر الهنا في الكائنات يلوح
بإيجاد من لولاه ما كان كائنٌ
ولا علمت نفسٌ ولا نعمت روح
ولا حنّ مشتاق ولا أن واله
تضاجعه نار الجوى فيصيح
ولا ذكروا سلعاً ولا قصدوا حمى
به لختام المرسلين ضريح
نبيّ له الفتح المبين وكم أتى
على يده بالبينات فتوح
وجيه بعرش الله في رقم اسمه
دليلٌ على التخصيص فيه وضوح
وحسبك من برهان علياه أنه
دنى وتدلّى والثبات رجيح
وأكرم في ذاك التداني برتبة
تأخر عن علياء مدخلها الروح
مقامٌ يلوذ العارفون بظله
فيرجع حظ أو يطيب جريح
وماذا عسى أحصي وبحر اختصاصه
محيطٌ وبرّ القول فيه فسيح
وكل كتاب منزل فيه ذكره
وكلّ نبي بالمديح فصيح
بتفضيله التوراة جاءت وكم أتت
بإنجيل عيسى في البيان شروح
وفي الصحف الأولى صفات كماله
توالت وبرهان الكمال صحيح
وآدم مذ أضحى به متوسلاً
أجيب وداودٌ ومن قبله نوح
ونجى من النار الخليل لأجله
وأسعف منا بالفداء ذبيح
وكم بشر بالمصطفى قد تتابعت
وأفصحهم نطقاً بتلك مسيح
وكم أضحت الأحبار تهتف باسمه
وتعرب عن مجد العلا وتبوح
وكم أنشا الكهان سجعاً ببعثه
وأبدع شق في الحلي وسطيح
لعمري هذا المجد مجدٌ بجاهه
يلاذ وفي قلبي إليه ركوح
لأحمد طه النور ياسين من أتى
بنون من الرحمن فيه مديح
إذا شئت أن ترقى إلى ذروة العلا
ويشمل فيض للحجاب يزيح
تمسك به وافنى غراماً بحبه
فإن التفاني في المليح مليح
عليه من المولى أجلّ صلاته
صلاة بها نشر القبول يفوح
مدى الدّهر ما دامت كؤوس براحة
جمالية تنفي العنا وتريح