السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله، نقرأ لكم في هذا اللقاء أبياتاً مختارة من قصيدة طويلة في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله للعالم الأزهري الأديب محمد بن عبدالمطلب مؤلف كتاب إعجاز القرآن، المتوفى سنة 1350، قال رحمه الله:
لله أيام كناّ والوجود لنا
يجري القضاء بما شئنا على الأمم
إذ يرفع الله بالدين الحنيف لنا
على الذرى دولة خفاقة العلم
في سورة العز والمجد التي سلفت
بشراً به غرر الأجيال في القدم
مجدٌ بناه الذي فاض الوجود به
نوراً له قامت الدنيا من العدم
طه أبو القاسم المبعوث من مضر
إلى البرية من عرب ومن عجم
يا أحمد الرسل ما هذا الجلال به
جمال هذا المحيّا باهر الشيم
ما هان باليتم لكن زاده خطراً
وقد يهون بنو السادات باليتم
لما دعوا أحمد اهتز الحمى وبدا
عبد مناف صدق جدهم
واستقبل الدهر بالنعمى بما صنعت
فتاتهم وأنشر البشرى بحيهم
خير المراضع من أم القرى رجعت
أمّا لأكرم مكفول وملتزم
فما استقرّت به حتى أناخ بهم
من جوده كلّ جود بالندى رزم
يدعوهم وكتاب الله آيته
يهدي إلى الرشد بالبرهان والحكم
يتلوه في أحرف جاء الأمين بها
وحياً من الله في نظم من الكلم
لم يبق حين تحدّاهم به لسن
إلا تردّى شعار العميّ واللسم
وإذ قضى العجز فيهم حكمه فزعوا
فاستنجدوا بالقنا والصارم القضم
إلا فريقاً جلا نور اليقين لهم
عن ظلمة الشك بالعرفان والفهم
صفت سماء الليالي منذ ليلته
على الأنام فلم تظلم ولم تغم
يا قائد الجيش يسعى تحت رايته
من عسكر الله جندٌ غير منهزم
إن كان جبريل من أركان حربك في
بدر فحمزة والكرار في الحشم
في آلك الغر مذ كانوا وهم بشرٌ
ما في الملائك من أيد ومن كرم