بسم الله وبالله وعلى بركة الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الهداة الى الله، السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله، إخترنا لكم مديحة نبوية من القرن الهجري الثامن وهي من نظم المؤرخ الاديب زين الدين الكندي المعروف بابن الوردي، يقول في بركات زيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله:
يا سعد إن عاينت بهجة طيبة
فابشر بكونك ناجياً فيمن نجا
وانزل وقبّل تربها متورّعاً
متخضعاً متخشعاً متفرجا
واكحل جفونك من ثراها وابتهج
بسنا نبي ما أعز وأبهجا
أعلى الورى قدراً وأعظمهم تقىً
وأتمهم جاهاً وأكملهم حجا
وأحدّهم سيفاً وأكثرهم ندى
وأعزّ منزلة وأوضح منهجا
من أين في الثقلين مثل محمد
نرجوه في كرباتنا أن تفرجا
كم للنبي محمد من معجز
أوهى قوى من عاندوه وأزعجا
من رام يحصي معجزات محمد
فيعدّ موج البحر حين تموّجا
من أنزل القرآن في أوصافه
أنا قاصرٌ عن مدحه متلجلجا
يا من لواء الحمد في يده ومن
تاج الكرامة في القيامة توّجا
جسمي ضعيفٌ عن لظى وعذابها
حاشاك تنسى من إليك قد التجا
كن لي شفيعاً إن جسمي مثقلٌ
بالسيئات وقد شجاني من شجا
كم ذا أسوّف بالمتاب توانيا
حقّ لدمعي بالدما أن يمزجا
عجبي لنطق غزالة للمصطفى
جعل الإلة لها بذلك مخرجا
لو لم يشق البدر معجزة له
لانشق منه غيرة وتحرّجا
لم لا تحنّ إليه يا قلبي وقد
غلب الحنين الجذع فيه وهيّجا
سبحان من أعطاه تسبيح الحصى
في كفه المروي إذا عطشٌ فجا
أو ليس بيت العنكبوت بآية
في الغار لما ألهمت أن تنسجا
كم ردّ عيناً كم برا ذا عاهة
بدعائه كم شدّة قد فرّجا
كم قال غيباً صادقاً فمقاله
مثل الصباح إذا بدا متبلّجا
وله من المعراج آياتٌ سمت
لما دعاه الله في ليل سجا
إني لأحوج مذنب لشفاعة
إن الكرام يقدّمون الأحوجا
صلّى عليك الله يا خير الورى
ما نار نورٌ من ضريحك في الدجى