أعزاءنا المستمعين، روي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال في رثاء نبي الرحمة صلى الله عليه وآله:
أمن بعد تكفين النبي ودفنه
بأثوابه آسي على هالك ثوى
رزئنا رسول الله فينا فلن نرى
بذاك عديلاً ما حيينا من الورى
وكان لنا كالحصن من دون أهله
لهم معقل حرز حريز من العدى
وكنا به شمّ الأنوف بنحوه
على موضع لايستطاع ولا يرى
فياخير من ضمّ الجوانح والحشى
ويا خير ميت ضمّه الترب والثرى
كأن أمور الناس بعدك ضمنت
وسفينة موج البحر والبحر قد طمى
وضاق فضاء الأرض عنهم برحبه
لفقد رسول الله إذ فيه قد قضى
وروي أن الصديقة الزهراء سلام الله عليها قالت في رثائه صلى الله عليه وآله:
وقد رزينا به محضاً خليقته
صافي الضرائب والأعراق والنسب
وكنت بدراً ونوراً يستضاء به
عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فليت قبلك كان الموت زائرنا
لما مضيت وحالت دونك الحجب
إنا رزئنا بما لم يرز ذو شجن
من البريّة لا عجم ولا عرب
ضاقت عليّ بلادٌ بعدما رحبت
وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب
فأنت والله خير الخلق كلهم
وأصدق الناس حيث الصدق والكذب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت
منا العيون بتهمال لها سكب
وروي أن أم المؤمنين أمّ سلمة رضوان الله عليها قالت في رثائه صلى الله عليه وآله:
فجعنا بالنبي وكان فينا
إمام كرامة نعم الإمام
ننوح ونشتكي ما قد لقينا
ويشكو فقدك البلد الحرام
فلا تبعد فكلّ فتىً كريم
سيدركه وإن بعُد الحمام