بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسَّلام على النبيّ المحبور وآله بيوت النور، السَّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله، هنا نحن نلتقيكم مرّة اخرى في رحاب بديعة اخرى من المدائح النبوية ترجع الى القرن الهجري الحادي عشر وتتميز بجمال تصويرها لحقيقة أنّ المصطفى الامجد هو الشمس الإلهية الكبرى التي ترجع إليها أشعة جميع الانوار الإلهية في عالم الوجود.
بديعة هذه الحلقة هي ميمية الأديب الولائي ابن معتوق، المتوفى سنة (1087) الفٍ وسبع وثمانين للهجرة، ننقل لكم طائفة من أبياتها، قال رضوان الله عليه:
محمدٌ احمد الهادي البشير ومن
لولا هداه لضلّت سائر الأمم
نورٌ بدا فانجلى غمّ القلوب به
وزال ما في وجوه الدّهر من غمم
طوق الرسالة تاج الرّسل خاتمهم
بل زينة لعباد الله كلّهم
تشفي من الداء والبلواء نفثته
وتنفخ الروح في البالي من الرّمم
لطفٌ من الله لو خصّ النسيم بما
فيه من اللطف أحيا ميّت النَّسم
وبعد أن يبيّن الاديب بن معتوق – رحمه الله - طائفة من الكمالات المحمدية يقول:
هو الحبيب الذي فيه جننت هوىً
يا لائمي في هواه كيف شئت لم
أرى مماتي حياة في محبّته
ومحنتي وشقائي أهنأ النِّعم
أسكنته بجناني وهو جنَّته
فاثلجت فيه أحشائي على ضرم
هواه ديني وإيماني ومعتقدي
وحبّ عترته عوني ومعتصمي
ذرية مثل ماء المزن قد طهروا
وطهّروا فصفت أوصاف ذاتهم
أئمة أخذ الله العهود لهم
على جميع الورى من قبل خلقهم
شكراً لآلاء ربيّ حيث ألهمني
ولاءهم وسقاني كأس حبّهم
ويختم الاديب ابن معتوق – رحمه الله - بديعته بطلب الشفاعة المحمدية قائلاً:
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي
فقد تحمّلت عبئاً فيه لم أقم
إن لم تكن لي شفيعاً في المعاد فمن
يجيرني من عذاب الله والنقم
إني أعوذ بكم دنياً وآخرة
مما يسوء وما يفضي الى التهم
تبلى عظامي وفيها من مودّتكم
هوىً مقيمٌ وشوقٌ غير منصرم
عليكم صلوات الله ما انسلت
أرواح أهل التقى في راح ذكرهم