ابيات من قصيدة بدوي الجبل بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مبدأ كلّ جلال وجمال والصلاة والسَّلام على أسنى مظاهر جلاله وجماله محمد وآله الطاهرين. السَّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله على بدوي الجبل وجزاء الله خيراً على قصيدته البائية الغراء في مدح سيد الرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي تفجّر حقاً في القلوب الصافية ينابيع المحبة الفطرية لأكمل الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم). وبدويّ الجبل كما تعلمون هو لقب محمد بن سليمان الأحمد أحد أعلام الشعر العربي في العصر الحديث، نختار لكم في هذه الحلقة بعض أبيات قصيدته المذكورة.
قال - رحمه الله - في مطلع بائيته الجميلة:
بنور على أم القرى وبطيب
غسلت فؤادي من أسىً ولهيب
لثمت الثرى سبعاً وكحّلت مقلتي
بحسن كأسرار السماء مهيب
فيا مهجتي: وادي الأمين محمد
خصيب الهدى والزرع غير خصيب
هنا الكعبة الزهراء والوحي والشذا
هنا النور، فافني في هواه وذوبي
ويتابع بدوي الجبل قصيدته بدفق مشاعر المودة الجيّاشة فيقول:
أرى بخيال السحب خطو محمد
على مخصب من بيدها وجديب
أشمّ الرمّال السمر، في كل حفنة
من الرّمل دنياً من هوىً وطيوب
ومن هذه الصحراء أنوار مرسل
ورايات منصور وسر غيوب
ويسترسل بدوي الجبل في بثّ شجون قلبه ويقول بعد أبيات: وياربّ:
لم أشرك ولم أعرف الأذى
وصنت شبابي عنهما ومشيبي
وأنزلت أحزاني على قبر أحمد
ضيوف كريم النبعتين وهوب
مدحت رسول الله أرجو ثوابه
وحاشا الندى أن لا يكون مثيبي
وأي ذنوب ليس تمحى لشاعر
معنّى بألوان الجمال طروب
وقفت بباب الله ثم ببابه
وقوف ملحّ بالسؤال دؤوب
صفاء على إسم الله غير مكدّر
وحبّ لذات الله غير مشوب
ويا ربّ عند القبر قبر محمد
دعاء قريح المقلتين سليب