حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، لا يزال حديثنا حول العالم ابي ريحان البيروني الذي يعد نابغة عصره وفريد دهره في علوم شتي كان ان الف فيها مؤلفات شتي ومن تلك المؤلفات كتاب [ الآثار الباقية عن القرون الخالية].
وهذا الكتاب ترجم ونشر في اوروبا وهو من ابرز كتب التاريخ في العالم.
وفي هذا الكتاب قدم البيروني اسلوباً مبتكراً وجديداً لرسم الخرائط الجغرافية ولقد ابدع البيروني في كتابه الآثار الباقية ايما ابداع وتناول حياة الأمم المختلفة ودرس ظواهر فلكية عديدة خاصة بالأرض. فجاءت بحوثه مثار اعجاب الباحثين المعاصرين الذين اثنوا علي انجازاته التي قارب عمرها الألف عام وتطرق البيروني في الآثار الباقية الي عادات وتقاليد الأمم ولت الأنظار الي التشابه والأختلاف فيها.
وفي الفصل السادس من كتاب الآثار الباقية تحدث ابو ريحان حول انبياء بني اسرائيل وملوكهم.
وتحدث ايضاً حول ملوك الأشوريين والبابليين وملوك ايران وفراعنة مصر وقياصره الروم واباطرة البزنطيينين وملوك الأخمينيين والأشكانيين والساسانيين في ايران.
جدير ان نذكر ان الدولة الأخمينية قامت في ايران قبل الميلاد وتلتها الدولة الأشكانية التي حكمت ردحاً من الزمن قبل اليملاد وبعده اما الدولة الساسانية فقامت في ايران قبل ظهور الأسلام وانتهي حكمها في الفتح الأسلامي.
ولم يكن عمل البيروني في كتابة التاريخ مجرد لم شتاته ذلك انه درس الأحداث التاريخية دراسة مقارنة واستخلص من مرويات الأحداث ماهو الصحيح منها ونبذ ما هو السقيم وفي هذا مؤشر علي دقة العمل وفقاً لاسلوب البحث العلمي.
جدير ان نذكر ان المسشرق الألماني ادوارد زاخانو ( Edvard saxchau) وفي عام ۱۸۸۷ ترجم كتاب الآثار الباقية للبيروني وطبع الكتاب ونشر في العاصمة البريطانية لندن.
اعزاءنا، من الكتب الأخري الشهيرة لابي ريحان البيروني كتاب [ تحقيق ما للهند من مقوله مقبولة في العقل او مزدولة] ان هذا الكتاب خير دليل علي تقدم علم الأجتماع لدي المسلمين ومن يلاحظ هذا الكتاب يري ان اباريحان البيروني تحدث حول علوم الهنود مثل علم الفلك والرياضيات ودرس الخصائص الجيولوجية والجغرافية لبلاد الهند.
وفي رؤية بعض الباحثين فأن البيروني في كتابه تحقيق ما للهند، تعرف علي الجزء الغربي من شبه القارة الهندية.
وحسب قول ويل دورانت المؤرخ الشهير وصاحب كتاب قصة الحضارة فأن تحقيق ما للهند من اشهر بحوث القرون الوسطي في التاريخ.
لازال برنامج/ مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية آت اليكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران. بعد فاصل قصير عودة للحديث.
حضرات المستمعين، ان البين في بواسطة كتابه تحقيق ما للهند يعد واحداً من علماء الأجتماع المسلمين.
علي ان الدراسات التي قدمها البيروني في هذا الكتاب جاءت وفقاً لنهج الدراسة الميدانية في كثير من الأحيان ويقول المؤرخون ان اباريحان البيروني واجة صعوبات في تدوين مؤلفه القيم هذا.
ولعل من اسباب الصعوبات التي اعترضت طريق البيروني هنا الأختلاف في الدين حيث وضع البيروني قدميه في ارض ليس او لم يكن فيها كثير من المسلمين في زمانه ولم تكن علاقة اهل الهند بالمسلمين في ذلك الزمن حميمة.
اضف الي ذلك صعوبة لغة الهنود. ومع هذا فأن البيروني ذلل ما رأي من صعوبات وتعلم اللغة السنسكريتية بما تمكن معها من اظهار ما للهند في صورة جلية وكما اسلفنا فأن نهج الدراسة الميدانية كان ماتبعه البيروني في هذه الدراسة الأجتماعية ويحدثنا التاريخ انه تنقل بين اجزاء الهندو سجل مشاهداته في الأماكن التي زارها.
كما ان البيروني درس بدقة عقائد الهنود المختلفة وعرضها للقاري بامانة الباحث المتتبع ولم ينحاز الي عقيدة علي حساب اخري.
وقارن البيروني في ما للهند بين عقائد الهنود والشعوب الأخري وعلي سبيل المثال قارن البيروني بين المجتمع الطبقي في الهند و في ايران في العصر الساساني وفي رأيه ان تشابهاً وتقارباً كبيراً يوجد بين المجتمعين وعقد البيروني ايضاً مقارنة بين عادات الهنود والعرب والأيرانيين واليهود في الزواج وقضايا اجتماعية ذات علاقة به.
حضرات المستمعين الأفاضل في الحلقة القادمة سننهي حديثنا حول البيروني.
الي اللقاء والسلام خير ختام.