حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخري من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، منذ الحلقة السابقة بدأنا الحديث حول العالم الأيراني الشهير ابي ريحان البيروني الذي برز في علم الفلك والرياضيات فضلاً عن علوم اخري ولقد اقبل البيروني علي طلب العلم منذ حداثة سنه وتواصل مع بعض من علماء عصره مثل الخجندي الفلكي الأيراني وابي الوفاء ابوزجاني والشيخ الرئيس ابن سينا.
ومن انجازات البيروني الفلكية رصد ظاهرة كسوف الشمس حيث رصد هذه الظاهرة في خوارزم وكذلك رصدها في عام ۳۹۳ ه حينما كان في جرجان من مدن شمال ايران.
وفي عام ۳۹۹ او عام ٤۰۰ وعندما كان البيروني علي اعتاب العقد الخامس من عمره عاد الي خوارزم وعاش مدة من الزمن في بلاط حاكم خوارزم ابي العباس مأمون ابن مأمون وبدعم من هذا الحاكم الأيراني استطاع البيروني القيام بارصاد فلكية مهمة.
وابتكر البيروني بعض المعدات التي ساعدته في القيام بارصاده الفلكية ويحدثنا التاريخ ان البيروني واصل عطاءه العلمي رغم صعاب الظروف وانه انتقل بعد مقتل ابي العباس المأمون حاكم خوارزم انتقل الي بلاط السلطان محمود الغزنوي.
من المؤسف ان وقائع حياة ابي ريحان البيروني في العصر الغزنوي غير واضحة المعالم. ومع هذا فأنه عرف في غزنة مقر حكومة الغزنويين عالماً فلكياً ومنجماً.
ومن المحتمل ان يكون البيروني خلال فترة تواجده في بلاط السلطان محمود الغزنوي قام بدراسات حول بلاد الهند حيث درس علوم الهنود ولغاتهم ومنها اللغة السنسكريتية.
ويقال ان البيروني صاحب السلطان محمود الغزنوي في جملاته العسكرية علي الهند وانه في تلك الرحلات العسكرية التقي العديد من علماء الهند.
وساعد تعلم اللغة السنسكريتية البيروني علي تأليف كتابه تحقيق ما للهند.
الا انه واضافة الي هذه الدراسة قام بابحاث فلكية وجغرافية حول المدن التي زارها في بلاد الهند.
ومن ذلك تعيين خطوط العرض الجغرافي لتلك المدن.
وحينما كان البيروني في قلعة نندنه (NANDANA) في الهند وذلك في عام ٤۱٦ للهجرة. تمكن من حساب قطر الكرة الأرضية.
ونشر البيروني نتائج ابحاثه في هذا المجال في رسالة بعنوان مقالة في استخراج قطر الأرض.
لازال برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية يأتيكم عبر امواج اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران من بعد فاصل الحديث نواصل.
اعزاءنا كما مرت منا الأشارة من قبل فأن ابي ريحان البيروني اشتهر كذلك كما لم رياضيات ومن بين مؤلفاته ما كان حول هذا العلم الذي هو في الواقع مفتاح العلوم كتاب التفهيم لاوائل صناعة التنجيم وفي الفلك وضع البيروني كتابه بعنوان [ دانش نامه مسعودي] او دائرة معارف المسعودي نسبة الي السلطان مسعود الغزنوي الذي خلف آباه السلطان محمود الغزنوي في الحكم ويذكر المؤرخون ان الظروف كانت مواقية خلال فترة حكم مسعود الغزنوي بالنسبة للبيروني فتوجه صوب الكتابة والتأليف اكثر فأكثر.
وتقديراً لجهود البيروني ارسل السلطان مسعود ذهباً وفضة الي ابي ريحان. الا انه رفض استلام الهدية السلطانية واخبر السلطان انه عاش في القناعة ولا شأن له بلذهب والفضة.
ومر الزمان وانتهي حكم السلطان مسعود الا ان من جاء بعده كان للبيروني في مسيرته العلمية مشجعاً وفي عصر السلطان محمود ابن السلطان مسعود الف البيروني كتاب [ الجواهر في معرفة الجواهر] وهو في علم المعادن وكتاب الصيدنة في الطب في علم العقاقير والطب.
وفي شهر رجب من عام ٤٤۰ للهجرة توفي ابو ريحان البيروني في غزنة وهي اليوم في افغانستان عن عمر بلغ ۷۷ عاماً.
وحتي في اللحظات الأخيرة من عمره كان البيروني للعلم طالباً.
يذكر لنا التاريخ ان البيروني وهو علي فراش الموت سأل ابا الحسن علي ابن عيسي الفقيه عن مسألة فقهية.
فقال له الفقيه ابوالحسن ليس هذا وقت سؤال لكن البيروني اصر علي الحصول علي الأجابة عما سأل وقال الموت مع معرفة بمسألة ما خير من الموت جهلاً بها.
يقول ابوالحسن علي ابن عيسي الفقية بعد ان خرجت من دار البيروني وانا في وسط الطريق سمعت الناعية من بيته.
اجل لقد مات البيروني كما يموت سائر الناس. لكنه خالد بعلمه الغزيز وفكره الوضاء.
حضرات المستمعين الأفاضل افتحت حلقة اخري من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية في الحلقة القادمة عودة الي صفحات التاريخ المشرق للبيروني الي اللقاء والسلام خير ختام.