حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة جديدة من سلسلة حلقات برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، ان من تابع برنامجنا هذا يعلم اننا في بداية الحديث في مجموعة الثانية تعرفنا علي شخصية تاريخية بارزة انه ابو نصر الفارابي وابونصر الفارابي فيلسوف شهير عاش في فترة تتعاصر مع النصف الثاني من القرن الثالث الهجري والنصف الأول من رابع قرون الهجرة. ولد الفارابي في فاراب واليها انتسب وتوفي في دمشق وفيها دفن والفارابي واضع اسس الفلسفة الأسلامية واشتهر في التاريخ بلقب المعلم الثاني بعد المعلم الأول ارسطو.
الم الفارابي بعلوم زمانه والف وصنف فيها الكتب وليس الرجل تركياً كما يدعي البعض بل انه ايراني من اسرة ايرانية هذه ما اتفق عليه الباحثون ليس الأيرانيون فقط بل والباحثون من غير الأيرانيين كذلك.
وبعد هذا الأستعراض السريع لحياة الفارابي نشير الي رؤية من رؤاه الفلسفية انه يري ان الفيلسوف هو رئيس المجتمع الذي يسير امور المجتمع وفقاً للنظام.
وهكذا يبدو لنا ان ابا نصر الفارابي كان مهتماً بالفلسفة السياسية.
لقد اوصل الفارابي خيوط الفلسفة الأجتماعية بالفلسفة السياسية علي ان السياسة عند الفارابي ذات قسمين قسم اخلاقي وقسم مدني.
والسياسة الأخلاقية كما يري ابا نصر الفارابي تقوم علي اساس مبدأ التوحيد والأعتقاد بالمعاد والدار الآخرة ونزول الوحي والكتب السماوية وبعثة الرسل والأنبياء (ع) اما السياسة المدنية فتدور حول محور المجتمع ودور المجتمع في ادارة الأمور ونظام الحكم.
والملفت ان الفارابي لا يفصل ابداً بين القسمين بل يري بينهما تداخلاً وتناغماً.
وفي رؤية الفيلسوف الأيراني المعاصر الدكتور ابراهيم ديناني فأن الفارابي يري كلازماً بين القضايا السياسية والأجتماعية وكل هذه الأمور ذات ارتباط بمبدأ الوجود.
ان فكر الفارابي يدور في حلقة الطبيعة وماوراء الطبيعة ثم الطبيعة.
وكيفما كان فأن الفارابي وضع نظريات فلسفية سليمة البنية ذات مفاهيم ومضامين ثقافية الأمر الذي جعل بعض المؤرخون يسموه فيلسوف الثقافة.
لازال برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية يأتيكم عبر امواج اذاعة طهران صوت الجمهورية الأسلامية في ايران والحديث حول الفيلسوف ابي نصر الفارابي وسنواصله بعد فاصل قصير تابعونا.
اعزاءنا، ان من تسنح له فرصة مطالعة افكار الفارابي يشاهد انه تحدث كثيراً حول المسائل الأجتماعية ويري الباحثون ان حكماء وفلاسفة الأسلام علي مدي ۱٤ قرناً تحدثوا بهذا الجانب بيد ان آياً منهم لم يرق في نظرياته الي المرقي الذي تبوأته نظريات الفارابي الأجتماعية.
ولقد ترك الفارابي من ورائه تراثاً مدوناً في مختلف العلوم والمعارف في مؤلفات تجاوزت المئة ۱۰۰ مؤلف. والمؤسف ان منها ما اندخر مع مرور الزمن ولكن بقي منها كذلك ما يومي الي عناصر ثرة وقيمة في دنيا الفلسفة والعلوم لكن ربما سأل البعض وقال مع وجود هذا الكم من المؤلفات في اي الأمور اكثر ابحاث الفارابي و دراساته حول الفلسفة وجواباً علي هكذا سؤال نقول ان ابحاث ابي نصر محمد ابن محمد الفارابي تركزت حول الفلسفة والمنطق وماوراء الطبيعة الميتا فيزيقيا.
وبكل جرأة لنا القول ان الفارابي الم الماماً كاملاً بآراء ارسطو وافلاطون في الفلسفة وانه بسط الحديث بها وشرحها وحللها في مؤلفاته وكتبه الفلسفية.
اجل ان المؤرخين يذعنون ان ابانصر الفارابي هو الذي ابقي آثار ارسطو وافلاطون في الفلسفة حية وخالدة واليه يعود الفضل في التعريف بها. لا بل تسهيل الوصول اليها. ليس بسبب البعد الزماني بل لأجل التحقيد الذي كان يكتنف اراء الفيلسوف المذكورين لقد استأنس الفارابي بالفلسفة اليونانية. لكنه كان من اهل التجربة ومن هنا لم يكتنف بتعلم ما جاء في كتب الفلسفة اليونانية انه اي الفارابي رسم خطوط عالم شبيه بعالم ارسطو وافلاطون لكن هل عالم الفارابي يتطابق بالكامل مع عالم فلاسفة الأغريق؟ بالطبع لا.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا واياكم الي نهاية هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية. وقد تعرضنا خلال دقائق معدودة الي جانب من آراء ابي نصر الفارابي الفيلسوف الأيراني الشهير.
لنا موعد آخر مع الزمن الغابر امس الدابر لنرصد عبر عدسة التاريخ رؤي اخري للفارابي. حتي يحين الموعد الجديد نتمني لكم اطيب الأوقات. والسلام عليكم.