السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله، مرة أخري نلتقيكم بتوفيق الله في هذا البرنامج الذي نعطر أرواحنا فيه بذكر أهل بيت النبوة وأخلاقهم ووصاياهم (عليهم السلام) وها نحن نبدأ هذا اللقاء بحديثين روتهما المصادر المعتبرة عن أثر التمسك بولاية العترة المحمدية في النجاة من الضلالة في الدنيا ومن النار في الآخرة.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، وقطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، وبها نوهت الكتب ويستبين الإيمان. وقد أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) أن يقتدي بالقرآن وآل محمد، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر، والثقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربي، وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي، فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما.
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): من تقدم إلي ولايتنا أخر عن سقر، ومن تأخر عنا تقدم إلي سقر.
ومن أخلاق أهل بيت النبوة (عليهم السلام) إقامة الصلاة والإهتمام بأمرها في كل حين، فقد روي أن الإمام علي (عليه السلام) كان في حرب صفين مشتغلا بالحرب والقتال وهو مع ذلك بين الصفين يرقب الشمس.
فقال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين ما هذا الفعل؟
أجاب (عليه السلام): أنظر إلي الزوال حتي نصلي.
فقال له ابن عباس: وهل هذا وقت صلاة؟! إن عندنا لشغلاً بالقتال عن الصلاة!
فأجابه (عليه السلام): علي ما نقاتلهم؟! إنما نقاتلهم علي الصلاة.
وقال الإمام علي (عليه السلام): ما تركت صلاة الليل منذ سمعت قول النبي (صلي الله عليه واله): صلاة الليل نور.
فسأله ابن الكواء: ولا ليلة الهرير؟
أجاب: ولا ليلة الهرير.
نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج مصابيح الهدي فننقل لكم من روايات جميل خلقهم (عليه السلام) في الإهتمام بأمر عبادة الصوم المباركة ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدخل إلي أهله ويقول: عندكم شيء؟ وإلا صمت، فإن كان عندهم شيء أتوه به وإلا صام وقال (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاء وتطبخ، فإذا كان عند المساء أكب علي القدور حتي يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع، أغرفوا لآل فلان وأغرفوا لآل فلان، ثم يؤتي بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه، صلي الله عليه وعلي آبائه.
وقال إبراهيم بن العباس: وكان [الرضا (عليه السلام)] كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدهر وعن علي بن أبي حمزة قال: سألت مولاة لعلي بن الحسين (عليهما السلام) بعد موته.
فقلت: صفي لي أمور علي بن الحسين (عليهما السلام).
فقالت: أطنب أو أختصر؟
فقلت: بل اختصري.
قالت: ما أتيته بطعام نهارا قط، ولا فرشت له فراشا بليل قط.
أيها الأحباء ونختار لكم من وصايا أهل البيت النبوة (عليهم السلام) للمؤمنين العبارات التالية الهادية لسبل الخير كله وهي من الوصية الجامعة التي كتبها لإمام الصادق (عليه السلام) لشيعته، قال (عليه السلام): اعلموا أن الله إذا اراد بعبد خيراً شرح صدره للإسلام، فإذا أعطاه ذلك أنطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه فعمل به، فإذا جمع الله له ذلك تم له إسلامه وكان عند الله - إن مات علي ذلك الحال - من المسلمين حقا فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتي يتوفاكم وأنتم علي ذلك، وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم، ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين.