السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله علي بركة الله نلتقيكم في حلقة أخري من هذا البرنامج نفتتحها بطائفة من الأحاديث الشريفة المبينة لحقيقة أن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) هي قوام الأسلام فقد روي عن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) أنه: لما قضي رسول الله (صلي الله عليه وآله) مناسكه من حجة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول: لا يدخل الجنة الإ من كان مسلما.
فقام اليه أبو ذر الغفاري (رحمه الله) فقال: يا رسول الله، وما الاسلام؟
فقال (صلي الله عليه وآله): الاسلام عريان، لباسه التقوي، وزينته الحياء، وملاكه الورع، وثمره العمل الصالح، ولكل شيء أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت وقال الإمام علي ((عليه السلام)) من خطبة له يذكر فيها آل محمد (صلي الله عليه وآله): هم دعائم الاسلام، وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق إلي نصابه، وإنزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته.
وفي الفقرة الثانية من هذا البرنامج نعطر قلوبنا بذكر نفحة من أخلاق مصابيح الهدي سلام الله عليهم في تواضعهم فقد روي أن الحسن بن علي (عليهما السلام) كان يجلس إلي المساكين، ثم يقول: «إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ».
وروي انه (عليه السلام) علي فقراء وقد وضعوا كسيرات علي الارض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها، فقالوا له: هلم يابن بنت رسول الله الي الغداء.
فنزل (عليه السلام) وقال: إن الله لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وجعل يأكل معهم حتي أكتفوا والزاد علي حاله ببركته، ثم دعاهم الي ضيافته وأطعهم وكساهم وقال محمد بن عمروبن حزم: مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا: الغداء، فنزل وقال: إن الله لا يحب المتكبرين، فتغدي معهم ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني.
قالوا: نعم.
فمضي بهم الي منزله، فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين فأطعهم من خير ماعنده. وروي أن الامام الصادق (عليه السلام) دخل الحمام.
فقال له صاحب الحمام: أخليه لك؟
فقال: لا حاجة لي في ذلك، المؤمن أخف من ذلك وروي أن الامام الرضا (عليه السلام) دخل الحمام فقال له بعض الناس: دلكني يا رجل، فجعل يدلكه، فعرفوه له فجعل الرجل يستعذر منه وهو يطيب قلبه وأبي الا أن يتم تدليكه.
نتابع تقديم برنامج مصابيح الهدي بنقل وصية باقرية فيها بيان لصفات الشيعة الصادقين لمحمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين
روي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال لجابر الجعفي: يا جابر، أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فو الله ما شيعتنا الا من اتقي الله واطاعه، وما كانوا يعرفون، يا جابر، الا بالتواضع والتخشع والامانه وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الالسن عن الناس الا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في الاشياء.
قال جابر فقلت: يابن رسول الله، ما نعرف الله ما نعرف اليوم احد بهذه الصفة.
فقال: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب.
حسب الرجل ان يقول: أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟
فلو قال: أني أحب رسول الله فرسول الله (صلي الله عليه وآله) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته ولايعمل بسنته مانفعه حبه اياه شيئاً فأتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين احد قرابه احب العباد الي الله عزوجل [واكرمهم عليه] اتقاهم واعملهم بطاعته يا جابر والله ما يتقرب الي الله تبارك وتعالي الا بالطاعة، وما معنا برائه من النار ولا علي الله لاحد من حجة من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنل عدو وماتنال ولايتنا الا بالعمل والورع.