نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج وقد أعددنا لكم فيها ثلاث حكايات فيها هدايات الي بركات برالوالدين وحب سيد الاوصياء الهداة نبدأ أولاً بما رواه ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه في كتاب الكافي بسنده عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانياً فأسلمت وحججت فدخلت.
علي أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: إني كنت علي النصرانية وإني أسلمت.
فقال: وأي شيء رأيت في الاسلام؟
قلت: قول الله عزوجل: «مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ».
فقال: لقد هداك الله.
ثم قال: اللهم اهده - ثلاثاً - صل عما شيء يا بني.
فقلت: إن أبي وأمي علي النصرانية وأهل بيتي، وأمي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟
فقال: يأكلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا ولا يمسونه.
فقال: لا بأس فانظر أمك فبرها، فإذا ماتت فلا تكلها إلي غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها ولا تخبرن أحدا أنك أتيتني حتي تأتيني بمني إن شاء الله.
قال زكريا: فأتيته بمني والناس حوله كأنه معلم صبيان، هذا يسأله وهذا يسأله، فلما قدمت الكوفة ألطفت لأمي وكنت أطعمها وأفلي [يعني أغسل] ثوبها ورأسها وأخدمها.
فقالت لي: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت علي ديني فما الذي أري عنك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية؟
فقلت: رجل من ولد نبينا أمرني بهذا.
فقالت: هذا الرجل هو نبي؟
فقلت: لا ولكنه ابن نبي.
فقالت: يا بني إن هذا نبي إن هذه وصايا الأنبياء.
فقلت: يا أماه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه.
فقالت: يا بني دينك خير دين، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الاسلام وعلمتها، فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل.
فقالت: يا بني أعد علي ما علمتني فأعدته عليها، فأقرت به وماتت، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها.
وروي الشيخ الكليني أيضاً في كتاب الكافي بسنده عن عمار بن حيان قال: خبرت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) ببر إسماعيل ابني بي، فقال: لقد كنت أحبه وقد ازددت له حباً، إن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليه ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها، فلم يصنع به ما صنع بها.
فقيل له: يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل؟!
فقال: لأنها كانت أبر بوالديها منه.
ومن هاتين الحكايتين في بركات بر الوالدين ننقلكم من كتاب الكافي الي كتاب "الأربعون حديث" للمحدث الجليل الورع الشيخ منتجب الدين (رضوان الله عليه) فنتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج حكايات وهدايات بقراءة ما رواه عن وكيع عن الاعمش، قال: كنت حاجا إلي بيت الله الحرام، فنزلت في بعض المنازل فإذا أنا بامرأة محجوبة البصر وهي تقول: يا راد الشمس علي علي بن أبي طالب بيضاء نقية بعد ما غابت، رد علي بصري قال الاعمش: فأعجبني كلامها، فأخرجت دينارين وأعطيتها فلمستهما بيدها ثم طرحتهما في وجهي وقالت: يا رجل أذللتني بالفقر، اف لك إن من تولي آل محمد صلي الله عليه وآله لا يكون ذليلاً.
قال الاعمش: فمضيت إلي الحج، وقضيت مناسكي، وأقبلت راجعا إلي منزلي وكانت المرأة من أكبر همي حتي صرت إلي ذلك المكان، فإذا أنا بالمرأة لها عينان تبصر بهما فقلت لها: يا إمرأة ما فعل بك حب علي بن أبي طالب؟
فقالت: يا رجل إني أقسمت به علي الله ست ليال، فلما كان في الليلة السابعة وهي ليلة الجمعة، فإذا أنا برجل قد أتاني في نومي فقال لي: يا إمرأة أتحبين علي ابن أبي طالب؟
قلت: نعم.
قال: ضعي يدك علي عينيك وقال: [اللهم] إن تكن هذه المرأة تحب علي بن أبي طالب من نية صادقة، فرد عليها عينها.
ثم قال: نحي يدك. فنحيتها فإذا أنا برجل في منامي.
فقلت: من أنت الذي من الله بك علي؟
قال: أنا الخضر، أحبي علي بن أبي طالب، فان حبه في الدنيا يصرف عنك الآفات، وفي الآخرة يعيذك من النار.
وفي هذه الحكاية هداية الي أن المحب الصادق للعترة المحمدية ينبغي أن يكون عزيزاً بمودتهم إضافة الي هداية الي بركات هذه المودة القدسية.