السلام عليكم ايها الأحباء ورحمة الله، علي بركة الله نلتقيكم في حلقة أخري مع حكايات الهداية وقد إخترنا لكم فيها من سيرة سبطي المصطفي (صلي الله عليه وآله) الحكايتين التاليتين.
روي انه قيل للإمام الحسن المجتبي (عليه السلام): لأي شيء لا نراك ترد سائلا وإن كنت علي فاقة؟
فقال: إني لله سائل، وفيه راغب، وانا أستحي أن أكون سائلا وأرد سائلاً، وإن الله تعالي عودني عادة أن يفيض نعمه علي، وعودته أن أفيض نعمه علي الناس، فأخشي إن قطعت العادة، أن يمنعني العادة ثم أنشد يقول:
إذا ما أتاني سائلٌ قلتٌ مرحباً
بمن فضله فرضٌ عليّ معجل
ومن فضله فضلٌ علي كل فاضلٍ
وأفضل أيام الفتي حين يسأل
ومن سيرة مولانا سيد الشهداء (عليه السلام) ننقل لكم الحكاية التالية التي نقلها الفقيه الحنفي العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد الخوارزمي في (مقتل الحسين) قال: روي أن أعرابيا من البادية قصد الحسين (عليه السلام) فسلم عليه فرد (عليه السلام) وقال: يا أعرابي فيم قصدتنا؟
قال: قصدتك في دية مسلمة إلي أهلها.
قال: أقصدت أحدا قبلي؟
قال: قصدت عتبة بن أبي سفيان فأعطاني خمسين ديناراً فرددتها عليه، وقلت: لأقصدن من هو خير منك وأكرم وقال عتبة: ومن هو خير مني وأكرم لا أم لك.
فقلت: إما الحسين بن علي، وإما عبد الله بن جعفر، وقد أتيتك بدءا لتقيم بها عمود ظهري وتردني إلي أهلي.
فقال الحسين: والذي فلق الحبة، وبرء النسمة، وتجلي بالعظمة ما في ملك ابن بنت نبيك إلا مائتا دينار فاعطه إياها يا غلام، وإني أسئلك عن ثلاث خصال إن أنت أجبتني عنها أتممتها خمسمائة دينار.
فقال الأعرابي: أكل ذلك احتياجا الي علمي، أنتم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة.
فقال الحسين: لا ولكن سمعت جدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: أعطوا المعروف بقدر المعرفة.
فقال الأعرابي: فسل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فقال الحسين: ما أنجي من الهلكة؟
فقال: التوكل علي الله.
فقال: ما أروح للهموم؟
قال: الثقة بالله.
فقال: أي شيء خير للعبد في حياته؟
قال: يزينه حلم.
فقال: فإن خانه ذلك؟
قال: مال يزينه سخاء وسعة.
فقال: فإن أخطأه ذلك؟
قال: الموت والفناء خير له من الحياة والبقاء.
قال: (صفحة 441) فناوله الحسين خاتمه وقال: بعه بمائة دينار، وناوله سيفه وقال: بعه بمائتي دينار واذهب فقد أتممت لك خمسمائة دينار، فأنشأ الأعرابي يقول:
قلقت وما هاجني مقلق
وما بي سقام ولا موبق
ولكن طربت لآل الرسول
ففاجائني الشعر والمنطق
فأنت الهمام و بدر الظلام
ومعطي الأنام إذا أملقوا
أبوك الذي فاز بالمكرمات
فقصر عن وصفه السبق
وأنت سبقت إلي الطيبات
فأنت الجواد وما تلحق
بكم فتح الله باب الهدي
وباب الضلال بكم مغلق