أهلاً بكم في الحلقة الأولي من هذا البرنامج وفيه نستلهم من قصص أولياء الله عبر ودروس الحياة الكريمة.
نبدأ بحكاية وهداية في آثار مودة النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) فقد روي ثقة الإسلام الصادق الكليني في كتاب الكافي عن مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رجل يبيع الزيت وكان يحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) حباً شديداً، كان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتي ينظرإلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد عرف ذلك منه فإذا جاء تطاول (صلي الله عليه وآله) له حتي ينظر إليه، حتي إذا كانت ذات يوم دخل عليه فتطاول له رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي نظرإليه ثم مضي في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع فلما رآه رسول الله (صلي الله عليه وآله) قد فعل ذلك أشار إليه بيده إجلس، فجلس بين يديه فقال: مالك فعلت اليوم شيئاً لم تكن تفعله قبل ذلك؟
فقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبياً لغشي قلبي شيء من ذكرك حتي ما استطعت أن أمضي في حاجتي حتي رجعت إليك، فدعا له وقال له خيراً ثم مكث رسول الله (صلي الله عليه وآله) أياماً لا يراه فلما فقده سأل عنه فقيل: يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام، فانتعل رسول الله (صلي الله عليه وآله) وانتعل معه أصحابه وانطلق حتي أتوا سوق الزيت فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته فقيل: يا رسول الله مات ولقد كان عندنا أمينا صدوقا إلا أنه قد كان فيه خصلة وذكروا سيئة واحدة له.
فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): رحمه الله والله لقد كان يحبني حبا لو كان نخاسا لغفرالله له.
ومن كتاب الكافي أيضاً ننقل لكم حكاية ثانية فيها هداية عن ثمرة حسن الخلق في الهداية الي الحق.
فقد روي ثقة الإسلام الكليني عن مولانا - عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أن ثمامة بن أثال وهو من فرسان المشركين - أسرته خيل النبي (صلي الله عليه وآله) وقد كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: اللهم أمكني من ثمامة فلما جيء به.
فقال له رسول الله (صلي الله عليه وآله): إني مخيرك واحدة من ثلاث: أقتلك.
قال: إذاً تقتل عظيماً.
فقال (صلي الله عليه وآله): أو أفاديك.
قال: إذاً تجدني غالياً، فعرض رسول الله (صلي الله عليه وآله) الخيار الثالث وهو إطلاق سراحه فقال: أو أمن عليك قال: إذاً تجدني شاكراً.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): فإني قد مننت عليك وهنا قال ثمامة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله وقد علمتُ والله أنك رسول الله حيث رأيتك لكني ما كنت لأشهد بها وأنا في الوثاق.
أما الحكاية الثالثة والأخيرة وهي أعزاءنا تهدينا الي قاعدة في قبول الصدقات، فنقرأ من كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي قال:
عن علي (عليه السلام) أنه قال: أتي إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ثلاثة نفر، فقال أحدهم: يا رسول الله لي مائة أوقية من ذهب فهذه عشرة أواق منها صدقة، وجاء بعده آخر.
فقال: يا رسول الله لي مائة دينار فهذه عشرة دنانيرفهذا دينار منها صدقة، فنظر إليهم رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقال: كلكم في الاجر سواء، كل واحد منكم تصدق بعشرماله.
ثم قال القاضي النعمان: وروي عن جعفربن محمد صلوات الله عليه أنه سئل عن قول الله عزوجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ.
فقال (عليه السلام): كانت عند الناس حين أسلموا مكاسب من الربا ومن أموال خبيثة، وكان الرجل يتعمدها من بين ماله فيتصدق بها، فنهاهم الله عن ذلك. وعن الحسين بن علي صلوات الله عليه أنه ذكرله رجل من بني أمية تصدق بصدقة كثيرة، فقال: مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق، إنما الصدقة [أي الصدقة المقبولة] صدقة من عرق فيها جبينه واغبر فيها وجهه مثل علي (عليه السلام) ومن تصدق بمثل ما تصدق به.