السلام عليكم ايها الأكارم، نقرأ لكم في هذا اللقاء أبياتاً منتخبة من قصيدة عنوانها خير النساء أنشأها الأديب المعاصر الخطيب الحسيني الورع الشيخ محمد جواد مطر البصري الإحسائي، وقال فيها:
أسعفيني بفيضك المعطاء
إنّهُ سلّمي الى العلياء
قد رسا مركبي على شطّك الآمن
ساقته عاصفات ولائي
فامنحيني إذن اللجوء وجودي
بهباتٍ قدسيّة الأرجاء
وهبيني عنايةً يرتعُ الفكر
بروضاتها شذا الايحاء
علّ دفقاً من الولا لك منّي
يتجلّى به عليك ثنائي
لك يمنُّ عمَّ البسيطة بالإشراق
نوراً مذ شعَّ بالبطحاء
وسرت في جبالها الشُّمِّ أنغامُ
نشيدٍ بشيّق الأنباء
واستثارت كوامن البهجة الكبرى
فلاحت بالطّلعة الغرّاء
أبشري يا خديجةً الخير قد جئتِ
بها قدوةً لخير النّساء
فهي البضعة البتول ومنها
حاملوا مشعل الهدى الوضّاء
يا ابنة النُّورِ يا سليلة إصلاح
به تمَّ منهجُ الأنبياء
لك غرسٌ من العفاف عبوق
الزهر معطاءُ وارفُ الأفياء
وبناءٌ أساسهُ الطُّهرُ في الناس
متينُ التّصميم والإنشاء
كلّ ما زان من أكاليل مجدٍ
وكمال وعفّةٍ ونقاء
سقوها من كؤوس الظّلم مالا
يقومُ بحمله أعلى حراء
فحتّى إرثها منعت عناداً
ومن ندب عليه ومن بكاء
وكانت لافتجاعٍ فيه ثكلى
فعزّوها به خير العزاء!
أحاطوا بيتها جزلاً وهمّوا
بنار الجزل حرقاً للفناء
فعاشت وهي ثكلى في اهتضامٍ
وماتت وهي حرّى في اصطلاءِ
قضت في النُّسك طول العمر حتّى
قضت بسجودها نحب البقاء
بنفسي من بذكر الله تقضي
جميع حياتها الفخر النّهائي
هذه الأبيات مستمعينا الأفاضل هي من قصيدة غراء عنوانها (خير النساء)، أنشأها الاديب المعاصر الشيخ محمد جواد مطر البصري، قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (من المدائح الفاطميّة)، الذي يأتيكم من إذاعة طهران شكراً لكم والسلام عليكم.