السلام عليكم إخوة الإيمان، من بدائع المدائح الفاطمية هي ما أنشأه الأديب المبدع الدكتور السيد مسلم الجابري وجعل له عنواناً مستلهماً من روايات ولادة الصديقة الكبرى عليها السلام وهذا العنوان هو (قطوف طوبى)، نقرأ منها قوله:
النور فاض بمكة فأضاءها
فلتنسج البطحاء منه رداءها
قمر السماء أطلّ من عليائه
وهفا اليها لاثماً علياءها
ما كوكب الاّ واوجع قلبه
شوق يهدهد بالجوى حصباءها
وتهافتت زهر النجوم برملها
فاختار قلب محمّد زهراءها
يا كعبة الله اهتفي وتعطفي
حتى يزور العطر منك فناءها
وتبرجي فرحاً بزهرة دوحة
باهت بها ارض الحجاز سماءها
اقسمت لومدت عليه غصونها
لكست بوارف ظلها صحراءها
ولسان واديها يروي عذبه
دنيا تساقي الظامئين رواءها
والليل هل يدري سيخلع لونه
للنور لو لاقى هناك ذكاءها
في جنة غناء تمنح ظلها
للظامئين على الطريق وماءها
لله بضعة أحمد من نوره
لمعت فاهدى أفقه لألاءها
وافتك تخترق القرون كنجمة
تنأيى فتهدي للعيون ضياءها
مهما ترامى الافق حول وميضها
عبرته تطرد بالسنا ظلماءها
مرت بطوبى فاستفز حنينها
ظل يرافق في النعيم بهاءها
وتوسمت في موكب عبرت به
كفّا لطاها زهوها وعطاءها
يسري ابن عبدالله في ملكوتها
فترى بمجريى روحه إسراءها
ما غاب همس محمدعن سمعها
يصغي فتمنح صوته اصغاءها
ودرت خديجة إذ تودع ليلة
والوجد يخضب بالسنا احناءها
أن الجنان قد انحنين كرامة
للسرّ فاستودعنه احشاءها
وبأن كف محمّد قطفت لها
في الخلد من زهراتها عذراءها
وبأن ما ضمّت عليه ضلوعها
حوراء غادرت الجنان وراءها
ما زاغ طرف محمّد عن سدرة
في قاب قوسين استشف سناءها
سرّ النبوة فاض في أغصانها
عبقا وخالط نشره انداءها
وتنزلت للأرض منه كتائب
عقدت ملائكة السماء لواءها
جزى الله خيراً أديب خوزستان المجيد الدكتور السيد مسلم الجابري على هذه الأبيات المرثرة في مدح الصديقة الزهراء سلام الله عليها، قرأناها لكم ضمن هذا اللقاء في برنامج من المدائح الفاطميّة، إستمعتم إليه من إذاعة طهران، شكراً لكم وفي أمان الله.