السلام عليكم ايها الأعزة، من ديوان الأديب اللبناني المعاصر والعالم الفاضل السيد محمد جواد فضل الله، نقرأ لكم أبياتاً من قصيدة بديعة له في مدح سيدة نساء العالمين عليها السلام سماها (ابنة الطهر) وقال فيها:
في الذُّرى أنت إذ يرفُّ العيد
مطلعٌ مشرقٌ ولحنٌ فريد
ومعانٍ من طهر ذاتك يستلهم
من وجهها الجمال القصيد
هي دنياك مشرقٌ للقداسات
تلاشت على ذراه الحدود
مجدُك الشّمسُ ينطفي إن تبدّت
كلُّ نجمٍ من حولها ويبيد
النُّبوّاتُ دوحةٌ أنت منها
ألقٌ مشرقٌ ونفحٌ ودود
كيف يرقّى لشأوِ عزِّكِ مجدٌ
وبك المجدُ تاجه معقود
نفحةٌ من مجهر صاغها اللهُ
مثالاً للطُّهر كيف يريد
وحباها منه الجلال إهاباً
يتدانى عن نعته التمجيد
حسب دنيا الزّهراء أنّ أباها
أحمدٌ وهي سرُّهُ المحمود
حسبها أن تكون كفء عليٍّ
وهي لولاهُ كفؤها مفقودُ
رفع اللهُ شأنها فتباهت
باسمها في الجنان حورٌ وغيد
ورثت طه رأحمدٍ وهداه
فهي من روحه امتدادٌ حميدٌ
فلذةٌ منه أودع اللهُ فيها
كلَّ ما فيه فهي منه وجود
يابنة الطُّهر... يا جهاداً مريراً
خذلته مطامعٌ وقصود
إنّ حقاً أضيع في غمرة الفتنة
ما ضاع لو رعته الشُّهودُ
حدثٌ كان للسياسة فيه
دورُها لو وعى الأمين الرّشيد
سل بطون التّاريخ عن هزّة
المأساة ينبيك حقُّها المنشود
فلتاتٌ كانت وكان حديثٌ
موجعٌ يلهبُ الأسى ويزيد
أيُّ فتحٍ غنمتموه فهذي فدك
فاهنؤوا بها واستزيدوا
يابنة الطّهرإن يكن وهج
المأساة أعياكِ والنَّصير قصيدُ
وأذاب الشّباب من عودك
الغضِّ صراعٌ مرّ وخطبٌ شديد
فضمير التاريخ حرُّ وإن لوَّح
بالرّيب شانيءٌ وعنود
باسمك الفذِّ يهتفُ الحقُّ في
الأجيال وليلعق التُّراب حسودُ
كيف يخفى الضُّحى على قمم المجد
فلن يريك الرّؤى ترديد
إنّ بيتاً حواك عرشٌ من المجد
رفيعٌ به الهدى مشدود
حرمٌ تعلّق الملائكُ فيه
فنزولٌ في رحبه وصعود
كانت هذه أبياتاً منتخبة من قصيدة يا إبنة الطهر للأديب اللبناني المعاصرالسيد محمد جواد فضل الله، قراناها لكم اخوتنا مستمعي إذاعة طهران في لقاء اليوم من برنامج من المدائح الفاطمية، دمتم بخير وفي أمان الله.