حدثوني عنه مراراً لا تدري كم اثر في حديثه الفلاني اني مدين له بالتغيير المبارك الذي طوا على حياتي بعد اول مجلس حضرته له، اعذرني يا اخي لن استطيع زيارتكم ليلة الجمعة فاني لا اصبر على ترك مجلس موعظته في هذه الليلة، وبين هؤلاء الفتى اليافع والشيخ الكبير الطاعن في السن وبينهم الكاسب والجامعي والامي والمتعلم وبينهم علماء دين بلغوا مراتب عالية في علوم الشريعة ومع ذلك يلتزمون بحضور مجالس موعظته سألت احدهم يوماً عن سر التزامه بحضور مجلس هذا الرجل؟
فاجابني: قد اكون غنياً عنه بما لدي من العلم ولكني فقير اليه في مواعظه انها يا اخي تحيي القلوب انني اجد فيها تذكرة ربانية ونفحات رحمانية لا غنى لي عنها.
زاد عجبي عندما علمت بان الرجل الواعظ لم يدرس في الحوزات العلمية المتعارفة فما هو بعالم بالمعنى الذي الفناه وهذا مالم اكن اتوقعه ابداً، اذن ما الذي يقوله في مجالسه وهو ليس بعالم سألت ذلك العالم المتعلم من الرجل الواعظ باستغراب شديد فاجابني دونما استغراب: لا تقل عنه ليس بعالم يا اخي فجوهر العلم نور يقذفه الله في قلوب من يشاء وقد اوتي الرجل من هذا العلم حظ عظيم.
واسترسل صاحبي يحدثني عن هذا العلم الذي لدى الرجل واجاب عن سؤالي الاول بشأن ما يقوله الواعظ في مواعظه البالغة قال: ان الرجل ينقل لنا ما قد نكون سمعناه مراراً من آيات الذكر الحكيم واحاديث اهل بيت النبي صلى الله عليه واله ولكنها تؤثر فينا عندما نسمعها منه اكثر، سالته ثانية هل يقتصر الامر على تلاوة هذه المواعظ القرآنية النبوية اجاب؟ كلا فهو يردفها باشارات والتفاتات منه لا نجدها لدى غيره فتضاعف تنبيهاته من اثر تلك المواعظ.
لم يكن من الصعب عليَّ بعد كل الذي سمعته عن هذا الواعظ ان ادرك ان ما لديه موهبة ربانية حباه الله تعالى بها كنت اعلم ان مواعظ الاتقياء حقاً والمتعظين بما يعظون به غيرهم مؤثرة في النفوس نافذة الى القلوب ولكنني احسست ان ما لدى هذا الرجل فوق ذلك، علمت من حديث صاحبي ان الاشارات والالتفاتات التي يستنبطها هذا الواعظ من المواعظ القرآنية والنبوية هي من العلم النوري الذي يقذفه الله تعالى في قلوب من يشاء من عباده وهي التي تنير عقول الطالبين وتحي قلوبهم في آن واحد فهي هبة لا يحظى بها كل طالب فكيف حظي بها هذا الرجل.
قررت ان استقصي الخبر بنفسي لاذهب اليه واحضر مجلسه.
في الحلقة القادمة سنذهب مع صاحبنا الى مجلس هذا الواعظ لنتعرف معه على سر تاثير كلام هذا الواعظ في القلوب موعدنا في مثل هذا الوقت من الغد نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم.
*******