والصلاة والسلام على حبيب اله العالمين محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
كتب احد الاساتذة تحت عنوان (هل انت ممن يأخذون الخمس؟) قائلاً: اذا كنت كذلك تأمل في هذه القصة وقرر على نفسك المزيد من الورع والاحتياط: نقل لي من اثق به، ان ارملة مؤمنة كبيرة السن كانت تزاول الحياكة وتتقوت بما تدر عليها وتعيل نفسها منها، جاءت الى آية الله العظمى (السيد حجت) (رحمه الله تعالى) في قم المقدسة، وقدمت بين يديه خمس مالها واخذت تدقق النظر في وجهه.
فاستغرب السيد من تصرفها وسألها لماذا تنظرين هكذا؟!
فأجابت: كي تظل مصوراً في فكري وخالداً في ضميري فحينما يسألني ربي يوم القيامة: لمن اعطيت الخمس؟
اقول: اعطيته لهذا السيد، فأجهش (السيد حجت) بالبكاء وشكرها على هذا الدرس والتذكير.
سألوا ذات مرة المرحوم آية الله (السيد محمد المجاهد) المتوفى سنة 1242 هـ عن احد كبار العلماء اسمه (السيد محمد باقر) هل هو مجتهد ام لا؟
فأجابهم (رحمه الله): أسألوا (السيد محمد باقر) هل انا مجتهد ام لا؟ اما هو فشأنه اجل واكبر من ان اشهد انا باجتهاده؟
حقاً ان السيد المجاهد كان مجاهداً لهواه وقامعاً للحسد الذي يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب كما ورد في الأحاديث الشريفة فياليت بعض الناس في هذا الزمان يتعلم الجهاد الأكبر من هذا المجاهد الكبير فسلام عليه وعلى كل المخلصين المطيعين لله ولرسوله ورحمة الله وبركاته.
نقل آية الله الفهري عن المرحوم الحاج غلام القدسي ان سماحة العارف الحاج رجب علي الخياط (رضوان الله تعالى) قدم في احدى السنوات الى مدينة كرمانشاه وقال لي في احد الأيام: تعال نذهب الى منزل الشيخ حيدر قلي سردار الكابولي و هو من العلماء النوابغ في العلوم العقلية.
ويستمر المرحوم القدسي قائلاً: فذهبنا اليه ودخلنا الى داره وجلسنا، ثم بعد ان قدمت له سماحة الشيخ الخياط، مرت فترة من الصمت، ثم قال المرحوم الكابولي: يا سماحة الشيخ قولوا لنا شيئاً نستفيد منه؟
فقال الشيخ: وماذا اقول لمن يعتمد على معلوماته ومكتسباته اكثر من اعتماده على فضل الله!
بقي المرحوم الكابولي صامتاً عدة لحظات ثم رفع عمامته من فوق رأسه ووضعها على الكرسي وأخذ يضرب رأسه بالحائط الى درجة اني رققت لحاله (والكلام مازال للمرحوم القدسي) واردت الاسراع لمنعه الا ان الشيخ الخياط اجلسني وقال: لقد جئت لأقول له هذا الكلام وارجع.
حول الخصائص الاخلاقية التي تميز بها الشاعر والفنان الايراني الراحل سهراب سبهري تقول شقيقته: كان سهراب يحب الناس وينظر الى الجميع نظرة طيبة خالية من الشوائب ولا يسيء الظن بالآخرين ويثق بهم ولو طلب منه شخص شيئاً فانه يبذل جهده من اجل تلبية طلبه ولا يحب ان يرد احداً خائباً.
وتضيف شقيقة الشاعر سهراب قائلة: لقد كان سهراب شديد التواضع وكان يسبق الآخرين في السلام وكان يتحدث مع افراد المجتمع بمختلف مستوياتهم كل بحسب مستوى فهمه، وحينما كان يأتي الى منزلنا كان يذهب اولاً الى المطبخ للسلام على السيدة (ننه بير) وهي خادمة المنزل - ويسألها عن احوالها ويتكلم معها ثم ينضم الى الضيوف.
وحول تعامل المرحوم (سهراب سبهري) مع الأطفال تقول شقيقته: كان يتصرف معهم وكأنه كان يرجع الى مرحلة الطفولة حيث كان يلاعبهم بألاعيب الاطفال وعندما كان اطفال احد الازقة في محلة (أمير آباد)، حيث سكن فترة مع عائلته هناك، يشاهدونه يبدون سرورهم وفرحهم.
وحينما كان يسمع صوت بائع المرطبات كان يفتح نافذة غرفته ويلقي بعض النقود ويدعو اطفال الزقاق الى ضيافته لتناول المرطبات، وقد شاهده الذين كانوا يعرفونه مراراً وهو يقف عند حوض ماء او ساقية، وفي يده ورقة او خشبة صغيرة وهو يحاول انقاذ نملة او فراشة نتيجة مشاعره الحساسة.
وفي الختام نشكركم - ايها الكرام- على حسن المتابعة. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى ونرجو لكم كل خير والسلام عليكم.