وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الاطهار.
السلام عليكم ـ مستمعينا الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في برنامجكم هذا نرجو ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الكرام ـ في احدى المرات توجه قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي (حفظه الله) عندما كان رئيساً للجمهورية في عهد الامام الخميني(رض)، توجه الى مقر عمليات والفجر ليرفع من معنويات الجنود والمقاتلين الذي يجاهدون في جبهات الحق مقابل الباطل، وعندما وصل ـ اعزه الله ـ الى المقر فرح الجميع كثيراً بهذه الزيارة، وكان قد حل وقت تناول طعام الغداء فذهبوا لاحضار الطعام وقد اعدوا خيمة لاستقبال الرئيس وقد وجد فيها ستة من الضباط وعندما احضروا الطعام كان متميزاً وزائداً عن المعتاد، فقال السيد الخامنئي "حفظه الله تعالى": حسناً بما انكم تجاهدون وتبذلون جهوداً فابدانكم تحتاج الى طاقة ولا اقول لكم لماذا تتناولون هذا الطعام؟ لكن هل ان العناصر التي تحت امرتكم تتناول مثل هذا الطعام ايضاً؟ فسكت الجميع، ثم قال السيد الرئيس: سأتناول معكم الان لتعلموا انني ارغب في ان تعتنوا بانفسكم، لكن اعلموا ان لكل شيء مكاناً، فسيقال الآن بما ان رئيس الجمهورية قد جاء الى هنا فقد اعدوا له كل ذلك، اذهبوا واحضروا لي الغداء الذي يتناوله الجنود ليعلموا ان رئيس الجمهورية يأكل نفس الغداء الذي يأكلون ولا فرق بيني وبينهم والا سيكون حضوري بينهم فخرياً.
مستمعينا الاعزاء ـ ورد في كتاب مجالس المؤمنين ان البهرة في منطقة احمد آباد في الهند كانا قبل ثلاثمائة عام قد اهتدوا الى دين الاسلام الحنيف على يد عالم تقي اسمه ملا علي، ففي البدء سعى الملا علي الى مصادقة كبيرهم ولكي يؤثر على غيره من ابناء تلك المنطقة صار يلازمه فترة طويلة حتى تعلم اللغة الهندية وقرأ كتبهم وتعرف على ثغرات افكارهم فتدرج نحو هداية عالمهم الكبير الذي كان بالنسبة اليهم بمثابة المرشد الروحي، فتنور الرجل واهتدى الى حقيقة دين الله القويم فاتبعه اصحابه ايضاً. ولم تمر فترة الا وجاء الوزير واعلن اسلامه كذلك، ثم بلغ خبر اسلام الوزير الى مسمع الملك، فاراد الملك ان يتأكد من الخبر بنفسه ليتخذ منه الموقف المناسب فدخل عليه في بيته وقت الصلاة من دون سابق اعلام فوجده في حال الركوع، الا ان الوزير سرعان ما تظاهر للملك انه يبحث عن عصا ليدفع حية في زاوية الغرفة ومن حسن التوفيق بل الكرامة الالهية انه كانت بالفعل حية هناك ورآها الملك في تلك الزاوية وهكذا ارتفع شك الملك ، ولكنه بعد مدة امتدت نعمة الهداية اليه فاهتدى هو الآخر على يد العالم الطموح المطيع لله ولرسوله الملا علي وهكذا ببركته وحسن تخطيطه هدى الله تعالى به الملك والوزير والعالم واهالي تلك المنطقة اجل ـ مستمعي الكريم ـ انه من القدوة الصالحة فسلام عليه وعلى امثاله من رب العالمين وجزاه افضل جزاء العاملين.
ذكر ان السيد الصادقي هو احد المقربين من الامام الخميني(رض) طلب من الامام ان يجري لابنته عقد الزواج، ولما تقدم الامام الى البنت ليطلب منها الوكالة في اجراء العقد قال لها: اوكليني لازوجك فلاناً فهل انت راضية؟ فقالت الفتاة المؤمنة للامام الخميني(رض): اوكلك في الدنيا بشرط ان تشفع لي في الآخرة، فصمت الامام قليلاً ثم قال: ليس من المعلوم ان اتمكن من الشفاعة لاحد، ولكن اذا اذن الله لي في الشفاعة فسأشفع لك.
ونلاحظ ـ مستمعي الكريم ـ ان اجابة الامام(رض) مستوحاة من قول الله تبارك وتعالى: (يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولاً).
مستمعينا الاعزاء ـ لقد ضرب علماء الاسلام الربانيون مثلاً رائعاً في الايثار والزهد في امور الدنيا ومن امثلة ذلك ان احد مقلدي المرجع الكبير الشيخ مرتضى الانصاري(رض) كان قد اهدى عباءة شتوية ثمينة للشيخ لا نظير لها في نوعها من حيث النوعية واللون والحياكة وكانت تعادل ثلاثين ديناراً "وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت" والبسها الشيخ بيديه وخرج، ولما جاء في اليوم الثاني للصلاة خلفه وجد الشيخ مرتدياً عباءته القديمة فسأل الشيخ عن العباءة الجديدة فقال(رض) بعتها واشتريت بثمنها عدداً من العباءات "وقيل كانت اثنتي عشرة عباءة" ووزعتها على المستحقين الذين لا يملكون عباءة شتوية في هذا الشتاء، فقال الرجل: يا مولاي ان العباءة كانت لك واهديتها لك ليلبسها شخصك الكريم لا لتبيعها وتشتري بثمنها عدداً من العباءات وتوزعها فقال الشيخ الانصاري "طيب الله ثراه" ان ضميري لا يقبل ذلك.
وفي ختام البرنامج ـ ايها الاعزاء ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء ونرجو لكم كل خير وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.