وصلى الله على خير خلقه محمد النبي المختار وعلى آله الطيبين الاطهار ...
السلام عليكم ـ ايها الاكارم ـ ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في هذا اللقاء المتجدد معكم، نرجو ان تقضوا مع فقرات البرنامج وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الاعزاء ـ كان المرحوم الشيخ مهدي بائين شهري القمي مشهوراً بين اكابر علماء قم بكراماته ومقامه المعنوي الرفيع وقد شاهدنا منه تكراراً انه يضع اصبعه او خاتمه موضع لسعة العقرب او الحية فيبر الملسوع فوراً ويذهب الالم ويشفي المصاب باذن الله تعالى وقد ورد في كتاب آثار الحجة ان هذا العالم الرباني اراد ركوب حافلة عند عودته من اصفهان الى قم فمنعه السائق الذي كان شديد الكره للعلماء ولكنه وافق على مضض بعد ان الحَّ عليه مدير السير، وفي اثناء الطريق عطبت عجلة الحافلة فاستغل السائق هذه الفرصة وراح يكيل الشتائم للشيخ امام الركاب وهو يقول لهم: الم اقل ان هؤلاء الشيوخ مصدر بلاء، وبينما كان السائق منهمكاً في اصلاح العجلة وهو يسب الشيخ مهدي القمي اضطر لقضاء الحاجة فتوجه سريعاً الى خلوة خلف تل في الصحراء ولكنه فجأة اخذ يصرخ النجدة يا ناس اغيثوني ...
وهكذا اسرع اليه بعض الركاب فوجدوا حية قد لسعته في رجله وهو يتلوى من الألم الشديد، ولما كان السائق يعتقد في قرارة نفسه ان ذلك جزاء اسائته الى الشيخ وانه سيموت على اثر سم الحية في تلك الصحراء اخذ يقول نادماً متألماً: قولوا للشيخ ان يسامحني ويبرأ ذمتي فقد اخطأت في حقه ... فجاء الركاب واخبروا الشيخ بالموضوع فقال "رحمه الله" لقد عفوت عنه، ولكن عليَّ به، فجاؤا به اليه وكان يتألم بشدة وعليه آثار الخجل من الشيخ، فوضع اصبعه موضع السم فاخرجه وسكن الالم وارتاح السائق المصاب وهدأ. وكأنَّ الشيخ مهدي القمي(رض) قد وهبه الحياة ثانية باذن الله تعالى فقد انقذه من الموت والآلام والقلق فصار ذلك الرجل ملازماً للشيخ ومن اودَّائه المخلصين وتاب الى الله تعالى من الافكار الفاسدة ضد علماء الدين الصالحين.
قال احد المؤمنين رأيت المجتهد الكبير المرحوم السيد محسن الامين العاملي(رض) يمشي خلف جنازة احد كبار علماء السنة في سوق الحميدية بالشام فدنوت منه مسلماً ومقبلاً يده الشريفة ومشيت بجنبه حتى وصلنا الى المسجد الاموي، وكان المسجد مليئاً بالناس فصلى السيد العاملي صلاة الميت على الجنازة، وبعد اتمام الصلاة اقبل الناس يقبلون يده ويضيف ذلك المؤمن قائلاً: اخذت اتأمل المشهد واقول في نفسي: هؤلاء الناس من السنة كيف صاروا يقبلون يد عالم شيعي وبلهفة ومحبة؟ وسئلت السيد نفسه بعد ذلك، فقال لي: هذه ثمرة حسن معاشرتي معهم لمدة عشر سنوات، وانني لما قدمت الى الشام حرض بعض الجهلة اشد الاعداء عليَّ، فكان اطفالهم يرمونني بالحجارة واحياناً يجرون عمامتي من الخلف، ولكني صبرت على الاذى وعاملتهم معاملة حسنة وطيبة، وشاركت في تشييع جنائزهم وعدت مرضاهم وتفقدت احوالهم وكنت اقابلهم بالبشر والابتسام واخلص لهم عطفي وحناني الى ان استبدلوا العداء معي بالمحبة.
وختاماً ايها الاكارم ـ شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.