وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين ...
السلام عليكم ـ احبتنا الاكارم ـ ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم في برنامجكم هذا نأمل ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الاعزاء ـ نقل آية الله العلامة السيد رضي الشيرازي انَّ جدَّه لأُمِّه آية الله الشيخ محمد كاظم الشيرازي "رحمه الله" كان يدرس العلوم الاسلامية عند المجدد الشيرازي الكبير "رحمه الله" وقد تحلى باخلاق استاذه الفاضلة ومنها الاصغاء الى الرأي المعترض حيث كان المجدد الشيرازي في القائه للدروس يصغي جيداً الى الطالب المعترض فيستمع الى الاشكال ويصغي الى السؤال فاذا اقتنع بالاشكال وافق عليه وتنازل عن رأيه والا فهو يناقش بهدوء وبأسلوب يعين فيه الطالب المعترض على ان يبين رأيه واشكاله من دون مقاطعة او تعجيله او ارباكه وما شابه ذلك من الاساليب القامعة، بل كان المجدد الشيرازي "رحمه الله" اذا وجد المعترض لا يجيد بلورة اعتراضه وتوضيح الاشكال يبلور اشكاله قائلاً: هل تقصد كذا ام هل تريد هذا..؟ وهذه ـ مستمعي الكريم ـ من علامات الاخلاص لله تعالى وللعلم وللحقيقة ونبذ الانانية فالرجل القوي هو الذي يسمح للمعترض ان يتكلم ثم يبدأ يناقشه بحثاً عن الواقع، ويضيف العلامة السيد رضي الشيرازي قائلاً: ان جده كان قد لازم استاذه المجدد الشيرازي الكبير اربعين عاماً ورافقه الى مدينة سامراء وعاضده في كل انشطة المرجعية العليا لقيادة المسلمين في العالم، وكان السيد رحمه الله شديد الاعتقاد بعظمة المجدد الشيرازي حتى انه كان يقبل باب منزله كلما مر به.
مستمعينا الافاضل ـ كانت احدى السيدات المسيحيات وهي معلمة ايطالية قد ارسلت كتاب محبة وتقدير للامام الخميني(رض) وارفقت الكتاب بقلادة ذهبية وقالت: ان هذه القلادة هي تذكار من زواجي وانا احبها كثيراً واقدمها لمحضركم وقال بعض المقربين من الامام: احتفظنا بالرسالة والهدية فترة من الزمن واخيراً كنا مترددين هل يقبلها الامام ام لا فقدمناها لسماحته مع ترجمة للرسالة، فاخذها الامام مع القلادة ووضعهما على منضدة كانت الى جانبه، واتفق بعد يومين او ثلاثة ان جيء بطفلة لها من العمر عامان او ثلاثة كان والدها قد فقد اثره في جبهات القتال، وعندما علم الامام(رض) بذلك قال: ادخلوها عليَّ، وعندما جاءت اليه اجلسها على ركبته والصق وجهه على وجهها وجعل يمسح بيده على رأسها وتكلم معها لفترة من الوقت وهو على هذه الحالة، وكان يتكلم معها بصوت خفي وكنا لا نستطيع فهم كلامه ونحن بالقرب منه، وفي النهاية ضحكت الطفلة في حجر الامام بعدما كانت كئيبة في باديء الامر واحس الامام بالراحة والانبساط وبعد ذلك اخذ تلك القلادة الذهبية ووضعها على عنق تلك الطفلة بيده المباركة وقامت الطفلة وخرجت من عند الامام فرحة مسرورة.
مستمعينا الاعزاء ـ قبل ان نودعكم نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء ونسأله تعالى ان يجعلنا واياكم من السائرين على نهج المصطفى محمد وآله الاطهار.
واتباعهم من العلماء الربانيين المتقين الاخيار انه تبارك وتعالى سميع مجيب والسلام عليكم ايها الاعزاء ورحمة الله وبركاته.