والصلاة والسلام على سيد المرسلين وحبيب آله العالمين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم ـ مستمعينا الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته...
وأهلاً ومرحباً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا مع فقراته وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الكرام: يقول احد تلاميذ المرحوم العارف الصالح الشيخ رجب علي خياط انه سمعه يقول: رأيت في احدى الليالي في عالم الرؤيا وكأني مجرم اقاد الى السجن، وفي صبيحة اليوم التالي شعرت بالاستياء وبقيت اسائل نفسي عن سبب تلك الرؤيا.
وعلمت بفضل الله تعالى ان موضوع تلك الرؤيا يتعلق بجاري، فطلبت من زوجتي تقصي الامر واعلامي بالخبر فعلمت ان جاري الذي كان يعمل بناءً مرت عليه عدة ايام وهو عاطل عن العمل وقد بات الليلة الماضي هو وزوجته جائعين، فقلت مع نفسي، الويل لك اتنام شبعاناً وجارك جائع؟!
ويضيف المرحوم العارف الشيخ رجب علي خياط قائلاً: كنت ادَّخر من النقود في حينها ثلاث عباسيات ـ وهي العملة المتداولة في ذلك الوقت ـ فأخذتها واضفت اليها عبأسياً آخر اقترضته من بقال المحلة وقدمتها الى جاري مع الاعتذار اليه، وطلبت منه ان يخبرني متى ما كان عاطلاً عن العمل او لم يكن لديه نقود.
واما الآن ـ مستمعينا الافاضل ـ فنتجه صوب احد شهداء الاسلام الابرار وهو الشهيد الدكتور مصطفى جمران "رحمه الله" حيث ذكر احد قادة الجيش الاسلامي انه كانت في مقر عمليات خوزستان مروحة كهربائية قديمة فاردنا نصب مبردة هواء للشهيد جمران فقال: وهل لدى جميع المقاتلين مبردات هواء؟ فاجبنا: لا فرفض وابى الا ان يواسي الجنود. ويضيف ذلك القائد قائلاً: وذات يوم نحرنا خروفاً على شرفه وحين علم بذلك لم يبلغ الطعام الذي كان في فمه وقال: وهل يأكل المقاتلون لحم خروف؟ وحينما تم تأسيس مقر الميليشيات الشعبية كان عدد الاشخاص قليلاً في البداية ولكنه بلغ سبعة الاف شخص في فترة قصيرة، ولم يكن اولئك المقاتلون يتقاضون مرتبات شهرية بل جذبتهم اخلاق الشهيد جمران وسلوكه وتواضعه فانضموا اليه للدفاع عن الاسلام.
وكانوا يرون الدكتور الشهيد يسبقهم في الخط الاسلامي في كل عملية خطيرة، وكان الشهيد قد اصبح له نوع من الهيمنة الروحية على المجاهدين بسبب حالاته العرفانية وكان ـ عليه الرحمة ـ من اهل الاسرار وكان يختفي لساعات احياناً ويذهب لاستطلاع العدو وحده.
وكان يصلي بخشوع واخلاص ولم يترك صلاة الليل حتى وان كان متعباً، وكان يبكي احياناً خلال سجود طويل حتى تبتل ملابسه، ولم يكن يتقاضى ريالاً كمرتب، وبعد استشهاده "رضوان الله عليه" جاءت زوجته لتستلم اثاثه وكانت عبارة عن حقيبة واحدة فيها فانيلة قديمة فقط ...!
وفي الختام ـ ايها الاحبة الكرام ـ شكراً لكم على حسن المتابعة وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.