السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله
ومن أخلاق مولاتنا صفية الله الزهراء الطاهرة، وفاؤها للإمامة الحقة كإمتداد لوفائها لله عزوجل ولنبيه الأكرم – صلى الله عليه واله – وقد شهدت سيرتها – سلام الله عليها – خاصة بعد رحيل النبي الأكرم مصاديق عدة تكشف عن عمق هذا الوفاء النبيل، ننقل منها في هذا اللقاء النموذج التالي، فتابعونا مشكورين.
روي الشيخ الصدوق في كتاب معاني الأخبار وابن أبي طاهر في بلاغات النساء، والطوسي في الأمالي وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج والطبري الإمامي في الدلائل والطبرسي في الإحتجاج وغيرهم، أنه لما مرضت سيدتنا فاطمة عليها السلام المرضة التي توفيت فيها اجتمعت إليها نساء المهاجرين و الأنصار ليعدنها، فقلن لها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت من علتك؟ فألقت خطبة فيهن حمدت فيها الله وصلت على رسوله – صلى الله عليه واله – وعنفت فيها القوم لجفائهم لرسول الله في وصيه وأهله وإعراضهم عن الوفاء لوصيه الإمام الحق علي المرتضى سلام الله عليه. وكان فيما قالته في خطبتها هذه:
أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنأتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحد وخور القناة وخطل الرأي وزلل الأهواء وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.
مستمعينا الأفاضل، وبعد كلمات مؤثرة في البراءة من فعال أهل الجفاء لعدم وفائهم بعهودهم مع الله ورسوله في بيعة الغدير، قالت مولاتنا الزهراء – سلام الله عليها – عن نكثهم هذه البيعة: ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الوحي الأمين، والطيبين (أي الفطن العارف) بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي الحسن؟! نقموا والله من نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وتنمره في ذات الله عزوجل.
ثم بينت – سلام الله عليها – لهم ثمار الوفاء للإمام الحق والبراءة من أعدائه، كما بينت لهم عواقب الجفاء ونكث بيعته، فقالت عن بركات وفائهم له: (... ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه.. ونصح لهم سرا وإعلانا.. غير متحل منه بطائل ولا يحظى من الدنيا بنائل.. ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض).
ثم تحدثت عليها السلام عن ما سينزل بهم من مصائب وبلايا نتيجة لعدم وفائهم للإمام الحق ونكثهم لبيعته وختمت كلامها بالقول: "وابشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا وزرعكم حصيدا، فيا حسرتي لكم وأنى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون".
رزقنا الله وإياكم مستمعي إذاعة طهران صدق التخلق بهذا الخلق الفاطمي النبيل وجعلنا من خيار أهل الوفاء للإمام الحق والتمسك بمودته وموالاته إنه سميع مجيب. وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم في حلقة اليوم من برنامج من الأخلاق الفاطمية شكرا لكم ودمتم في رعاية الله.