السلام عليكم إخوة الإيمان، إن من أعظم أخلاق الموحدين حقاً هو الحب في الله والبغض في الله عزوجل، ومن أجلى مصاديق هذا الخلق الرفيع حب أولياء الله المقربين لاسيما سيدهم صفوة الخلائق أجمعين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله. وقد تجلى هذا الخلق الزكي بأسمى مراتبه في الصديقة الكبرى صلوات الله عليها، فصارت الأسوة الحسنة لجميع المؤمنين والمؤمنات في صدق وإخلاص حبها لرسول الله صلى الله عليه وآله.
لقد ظهر سمو حب الزهراء البتول لرسول الله في جميع حركاتها وسكناتها ونلاحظ في سيرتها سلام الله عليها أنها لم تكن تطيق فراقه صلى الله عليه وآله، حتى بعد زواجها وإنتقالها الى بيت الوصي المرتضى عليه السلام. وقد عرف رسول الله صلى الله عليه وآله منها ذلك، فكان لا يمر عليه يومٌ إلا ويمر عليها، وكان إذا أراد السفر كانت عليها السلام آخر من يودعه قبل إنطلاقه وإذا عاد من سفره كان بيت الزهراء فاطمة أول بيت يقصده قبل دخوله منزله كما تصرح بذلك روايات الفريقين.
مستمعينا الأكارم، ومن مظاهر شدة حب فاطمة لرسول الله شدة تخلقها سلام الله عليها بأخلاقه صلى الله عليه وآله حتى في طريقه مشيه وكلامه ونظائر ذلك. لاحظوا أعزاءنا ما رواه الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي، لا والله الذي لا إله الا هو ما مشيها يخرم (أي يفرق عن) مشية رسول الله، فلما رآها قال: مرحبا بابنتي مرحباً بابنتي، ثم قال لي [أي لعائشة زوجته] : أما ترضين أن تأتي فاطمة يوم القيامة سيدة نساء العالمين. وروي في الكتاب نفسه عن عائشة أيضاً قالت: ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبّل يديها وأجلسها في مجلسه، فاذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبّلت يديه، ودخلت عليه في مرضه فسارّها فبكت ثم سارها فضحكت، فلما توفي رسول الله سألتها فقالت: إنه أخبرني أنه يموت فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقاً به فضحكت.
رزقنا الله وإياكم اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صدق المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله ببركة التأسي بسيدة نساء العالمين مولاتنا الصديقة الزهراء عليها السلام، شكراً لكم أيها الأعزاء على جميل الإستماع لهذه الحلقة من برنامج من الأخلاق الفاطمية، دمتم في رعاية الله.