السلام عليكم أيها الاحباء ورحمة الله، نستنير معاً في هذا اللقاء بقبسة اخرى من أنوار الاخلاق الالهية الفاضلة التي تجلت في مولاتنا سيدة نساء العالمين الزهراء البتول عليها السلام، وذلك من خلال التدبر في فقرة اخرى من حديث الكساء المبارك الذي روته عليها السلام لاجيال المسلمين لكي يكون احدى الوسائل الشرعية في التقرب الى الله وقضاء الحوائج. وفقرة هذه الحلقة هي قولها سلام الله عليها: "فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب وقال: السلام عليك يا بنت رسول الله فقلت: وعليك السلام يا أبا الحسن وياأمير المؤمنين".
يستفاد من الفقرة المتقدمة جانب من الخلق الفاطمي في تعامل الزوجة مع زوجها، وهذا الجانب هو الاهتمام باحترام الزوج في غيبته وفي حضوره فنلاحظ انها عليها السلام تتحدث عن زوجها في غيبته بالتعبير عن احترامها له من خلال ذكر اسمه كاملاً مقترناً بذكر كنيته. كما انها عليها السلام تعبر عن هذا الاحترام في حضور زوجها خلال رد تحيته بأحسن منها ومخاطبته عليه السلام بكنيته اولاً وثانياً من خلال مخاطبته بلقب (أمير المؤمنين) وهو اللقب الذي لقبه به الله عزوجل واعلن رسول الله صلى الله عليه واله اختصاصه عليه السلام بهذا اللقب الهياً من بين الاولين والاخرين.
أيها الاخوة والاخوات ومما لاشك أن هذا الاحترام من شأنه أن يرسخ المودة والمحبة بين الزوجين ويفعم بها أجواء البيت العائلي، ولكل ذلك اثاره المشهودة في الراحة والسلامة النفسية لجميع افراد العائلة من الزوجين والاولاد، كما أن لهذا الخلق اثاره في اعانة الزوج على تحمل الصعاب والشدائد من خلال تأثيره في ازالة الهموم والاحزان عن قلبه وهو يجد هذا الاحترام والتعامل الودي من زوجته.
لنتدبر معاً أيها الاعزاء في الحديث التالي الذي رواه الحافظ الخوارزمي الحنفي في كتاب المناقب عن علي عليه السلام انه قال عن زوجته الزهراء سلام الله عليها: "فوالله ماأغضبتها ولا أكرهتها على امر حتى قبضها الله عزوجل، ولا اغضبتني ولا عصت لي امراً ولقد كنت انظر اليها فتنكشف عني الهموم والاحزان".
والى هنا ينتهي اخوتنا مستمعي اذاعة طهران لقاء اخر جمعنا بكم في برنامج من الاخلاق الفاطمية، تقبل الله منكم حسن الاصغاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.