السلام عليكم اخوة الايمان، من الاخلاق الفاضلة التي تجلت في مولاتنا الصديقة الزهراء سلام الله عليها نشر أجواء المحبة والمودة والاحترام المتبادل في أجواء العائلة، ومن مصاديق ذلك في سيرتها عليها السلام التزامها بجميل الخطاب في تحاورها مع افراد عائلتها، وكنماذج لذلك نختار الفقرات التالية من حديث الكساء المبارك فقد جاء فيه قولها عليها السلام: "فما كانت الا ساعة واذا بولدي الحسن قد اقبل وقال السلام عليك يااماه فقلت: وعليك السلام ياقرة عيني وثمرة فؤادي"، وكذلك قولها سلام الله عليها: "فما كانت الا ساعة واذا بولدي الحسين قد اقبل وقال السلام عليك يااماه فقلت: وعليك السلام يا ولدي ويا قرة عيني وثمرة فؤادي".
مستمعينا الافاضل في هذه الفقرات نلتقي بخلق رفيع في رد التحية بأحسن منها، كذلك في مخاطبة الاولاد. بالنسبة للامر الاول فان من المألوف بين المؤمنين حصر رد التحية بأحسن منها بأضافة عبارة (ورحمة الله وبركاته) على صيغة السلام وهذا ولاشك هو من مصاديق رد التحية بأحسن منها. لكننا نجد في النص المتقدم مصداقا فاطمياً راقياً يمتاز بأثر كبير في تقوية الاواصر الاجتماعية واشاعة اجواء المودة والمحبة. هذا المصداق يتمثل برد التحية بأحسن منها من خلال قرن الجواب بذكر صفات لملقي التحية ويأنس بها، الامر الذي يدخل السرور في قلبه وبالتالي يعزز من أجواء المودة والمحبة.
أما بالنسبة لخلق مخاطبة الاولاد، فتعلمنا مولاتنا الصديقة الكبرى سلام الله عليها أن لانسمح لكثرة تواصلنا مع الاولاد أن نغفل عن مخاطبتهم بعبارات تشعرهم بمكانتهم في قلوب اهلهم الامر الذي يعزز العلاقات العائلية، ومن المناسب هنا ان نتدبر طويلاً في الايحاءات القوية التي نتركها على قلوب أولادنا اذا اقتدينا بمولاتنا البضعة المحمدية عليها السلام، وخاطبناهم بعبارات مماثلة لمخاطبتها لولديها الحسن والحسين عليهما السلام بقولها لكل منهما: وعليك السلام يا قرة عيني ويا ثمرة فؤادي.
أعاننا الله واياكم اخوة الايمان على التقرب اليه عزوجل بالتخلق بما نقدر عليه من أخلاق صفيته وصفوته الزهراء البتول سلام الله عليها، والى هنا ينتهي لقاء اليوم من برنامج من الاخلاق الفاطمية، استمعتم له من اذاعة طهران تقبل الله منكم حسن الاصغاء ودمتم في رعاية الله.