السلام عليكم ايها الاعزاء، في هذا اللقاء نستنير بقبسات من أنوار الاخلاق الفاطمية من خلال التدبر ببعض فقرات حديث الكساء المبارك، وبالتحديد تلك التي تعلمنا الخلق الفاضل في مخاطبة الاخرين وادابها، لنتدبر معاً في الفقرات التالية من هذا الحديث المبارك لكي نستلهم منها الاداب الاخلاقية المشار اليها. جاء في بداية الدعاء وبعد أن ذكرت مولاتنا الزهراء عليها السلام دخول ابيها رسول الله صلى الله عليه واله عليها قالت، قال: "اني اجد في بدني ضعفا"، فقلت له: "اعيذك بالله ياأبتاه من الضعف"، فما هي العبر الاخلاقية المستفادة من هذه الفقرة؟.
مستمعينا الافاضل العبرة الاخلاقية الاولى المستفادة من الفقرة المتقدمة هي ان مولاتنا البتول قد امتازت بشدة الرأفة والرحمة بالاخرين، وشدة حنانها وتفانيها سلام الله عليها في تقديم العون للاخرين بحيث يلجأ اليها حتى رسول الله صلى الله عليه واله لكي تعينه عندما يجد في بدنه ضعفا، ولايخفى عليكم مستمعينا الافاضل ان الزهراء كانت أرأف الناس بأبيها واشدهم مواساة واعانة له في الشدائد والصعاب وأعظمهم اغداقا للحنان عليه حتى لقبت سلام الله عليها بلقب "أم ابيها"، كما تظافرت بذلك كثير من الاحاديث المروية في مصادر الفريقين.
أيها الاخوة والاخوات ومن الاخلاق الفاطمية المستفادة من الفقرة المتقدمة من حديث الكساء المبارك هو كمال حضور الله عزوجل في جميع حركات وسكنات الصديقة الكبرى ورؤيتها عليها السلام له عزوجل واستعانتها به في جميع شؤونها وهذا الخلق العبادي الكريم نجده متجلياً في قولها عليها السلام لابيها صلى الله عليه واله: "أعيذك بالله ياأبتاه من الضعف"، فنلاحظ مستمعينا الافاضل ان الزهراء البتول عليها السلام استخدمت في جوابها عبارة تفصح عن مبادرتها واستعدادها لاعاذة ابيها من الضعف فاستخدمت فعل (اعيذك) لكنها قرنته بلفظ (بالله) في اشارة الى استعانتها بالقدرة الالهية في اعاذته له صلى الله عليه واله.
والى هنا ينتهي اخوتنا واخواتنا لقاء اخر من برنامج من الاخلاق الفاطمية، قدمناه لكم من اذاعة طهران، شكراً لكم ودمتم في رعاية الله.