بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته
كيف نتأكد من تكامل الامام علي عليه السلام في مسيرة حياته وانه كان صادقاً ومخلصاً خلقاً وسيرة؟ الجواب في واحدة من اهم المصاديق تمثلت في تأهله لتنصيب رسول الله صلى الله عليه واله له بالولاية وبأمر من الله جل وعلا حيث قال صلى الله عليه واله: ألست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه. وكانت استجابة للامر الالهي ان يصدع بالحق ولايخفي الامر وليكن مايكون فالامر الالهي واضح وبصريح التنزيل العزيز "يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليكم من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته" وعندما بلغ النبي الكريم صلى الله عليه واله البلاغ الذي ذكرناه آنفاً ولم يبلغ امراً سواه بجمع المسلمين في حجة الوداع بغدير خم خطيباً فيهم آخذاً بيد علي عليه السلام تالياً امر الولاية نزل الوحي بآية اكمال الدين واتمام النعمة "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بعدي وتجاوز الحديث حد التواتر ومن جملة من رواه الامام احمد في مسنده والحاكم في مستدركه واخرون.
اعزاءنا المستمعين أحقية الامام علي عليه السلام للولاية يستكمل منها تكامل صفاته عليه السلام بأنه الممثل للمبادئ والمثل العليا وصفات التضحية لهذه الرسالة العظيمة وليس غريباً ان يعظم رسول الله صلى الله عليه واله شخصية علي عليه السلام لأنه جمع من الفضائل والقيم الروحية الرفيعة مالم يحصل لأي فرد غيره تجسيداً حياً في دنيا الواقع وكان ذلك حصيلة للاعداد الالهي المباشر من رسول الله صلى الله عليه واله ولهذا السبب ابقى الرسول صلى الله عليه واله علياً عليه السلام وخلفه في المدينة على اهله يوم تبوك وزهد في وجوده في المعركة مع انه اسد الحروب الاسلامية جميعاً فحينما حاول المنافقون استفزازه كي يترك المدينة ويخلو لهم الميدان من حارس وحام ذي بأس شديد حيث يذكر ابن هشام ان المنافقين ارجفوا بعلي عليه السلام وقالوا ماخلفه الا استثقالاً له وتخففاً منه فأخذ علي عليه السلام سلاحه ثم خرج حتى اتى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يانبي الله زعم المنافقون انك انما خلفتني لأنك استثقلتني وتخففت مني؟ فقال: كذبوا ولكن خلفتك لما تركت ورائي فأرجع واستخلفني في اهلي واهلك، أفلا ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى الا انه لانبي بعدي، فرجع علي عليه السلام الى المدينة.
كل هذه القرائن الصادرة من اوامر الوحي الالهي الى توصيات الرسول الكريم صلى الله عليه واله المهمة تثبت حسن سيرة علي عليه السلام وتكامل نشأته التربوية المؤهلة.
نشكر لكم اعزائنا الكرام متابعتكم لهذا البرنامج راجين لكم كل خير والسلام عليكم.