بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته
الاهداف السامية لأمير المؤمنين علي عليه السلام تداخلت في كل خطوة من حياته، جانب منها حرصه على عدل ولاته ومسيرتهم الصحيحة لحكم الرعية والتفاعل الاجتماعي معهم لذا نرى نماذج فريدة منه عليه السلام في مراقبة ولاته وعماله وقادة جيوشه وردعهم عن الباطل وبذل جهده لأرشادهم وتوجيههم نحو العدل والحق والصواب، نأتي على نموذج منها بعد قليل.
في سياق مااشرنا اليه اعزائنا الكرام يذكر ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج ما روي انه عليه السلام بلغه ان عثمان بن حنيف الانصاري واليه على البصرة قد دعي الى وليمة قوم من اهلها فمضى اليها فأرسل اليه امير المؤمنين عليه السلام كتاباً تأديبياً جاء فيه: اما بعد يابن حنيف فقد بلغني ان رجلاً من فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت اليها تستطاب لك الالوان وتنقل اليك الجفان، ماظننت انك تجيب الى طعام قوم عائلهم مجهول وغنيهم مدعو فأنظر الى ماتقضمه من هذا المقضم فما اشتبه عليك منه فألفظه وماايقنت بطيب وجوهه فنل منه، الا وان لكل مأمون اماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، الا ان امامك قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه، الا وانكم لاتقدرون على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد.
نعم ايها الاعزاء الكرام كان الامام علي عليه السلام يدأب في مراقبة ولاته لأحقاق العدل حيث لم ينحصر عدله هو في اعماله هو فقط وهذا هو مصقلة بن هبيرة الشيباني عامله على اردشير حرة وقد بعث الامام علي عليه السلام اليه سلفاً ليحذره ويرشده ويقول فيها: بلغني عنك امر ان كنت فعلته فقد اسخطت الهك وعصيت امامك، انك تقسم فيء المسلمين الذي حازته رماحهم وخيولهم واريقت عليه دماءهم فيمن اعتامك من اعراض قومك اي فيمن اختارك واصله اخذ العيمة وهي اختيار المال فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة لأن كان ذلك حقاً لتجدن لك علي هواناً ولتخفن عندي ميزاناً فلاتستهن بحق ربك ولاتصلح دنياك بمحق دينك فتكون من الاخسرين اعمالاً، الا ان حق من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء يردون عندي عليه ويصدرون عنه.
اذن اعزائنا الكرام لن ينحصر عدل الامام علي عليه السلام في شخصه وعمله بل كان هدفه اقامة العدل في الامة من قبل قادته وولاته ايضاً وبهذا ينتهي هذا اللقاء من الاخلاق العلوية قدمناه لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لحسن المتابعة والسلام عليكم.