بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في لقاءنا هذا من الاخلاق العلوية، حيث نقف فيه على شذرات من أخلاق اميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، حول زهده وعيشه دون مستوى الرعية. نرجوا ان تبقوا معنا، لحظات ونواصل.
اعزاءنا الكرام، ها نحن نقف على جانب من زهد الامام علي (ع) وعيشه دون مستوى الرعية، الذي يجسّد جانباً من خلقه التي هي من خلق اخيه وابن عمّه الرسول الكريم (ص) في إشراقها ونضارتها، وسلامتها من الدوافع المادية التي يؤول امرها الى الزوال:
وهذه رواية جاءت في (أنساب الاشراف)، حيث يروي البلاذري بإسناده عن بكر بن الاسود، عن أبيه الاسود بن قيس، قال: (كان عليٌ (ع) يطعم الناس بالكوفة بالرحبة، فإذا فرغ يذهب الى منزله ليأكل، فقال رجل: قلت في نفسي: أظن أميرالمؤمنين يأكل في منزله طعاماً أطيب من طعام الناس، فتركت الطعام مع العامّة، ومضيت معه، واذا به يقول لي: هل تعذيت؟ قلت: لا. قال: فانطلق معي.
فانطلقت معه الى منزله، فأحضر الغذاء، وإذا به أرغفة وجرّة فيها لبن، فصبّها وثرد الخبز، واذا فيه نخالة- فتعجّبت- فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أمرت بالدقيق فتنخل؟
وهنا بكى الامام عليٌ (ع) وهو يتذكّر الرسول القدوة (ص)، ثم قال: والله ما علمت انه كان في بيت رسول الله منخل، أو قال: والله ما علمت ان رسول الله (ص) كان يفعل ذلك.
نعم اعزاءنا الكرام كان الرسول (ص) يعيش في نفس الامام علي (ع) حتى بعد وفاته، فكانت اخلاقه (ع) حافلة بنهج الرسول الكريم واخلاقه السامية.
كانت تلك ايها الكرام، شذرة من خلق الامام علي (ع) تحكي حقيقته التي ان هي إلا استمرارٌ لخلق خاتم الانبياء (ص) قدّمناها.
لحضراتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكركم على حسن المتابعة والسلام عليكم.