السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله...
نلاحظ في الكتب الفقهية تأكيدها على إستحباب زيارة أمير المؤمنين – عليه السلام – في مناسبات ترتبط بالنبي المصطفى – صلى الله عليه وآله -، مثل استحباب زيارة الوصي المرتضى في ذكرى ولادة المصطفى وكذلك في ذكرى مبعثه الشريف – صلى الله عليه وآله –.
والسر في ذلك، يكمن في إهتمام ينابيع الوحي بترسيخ العلاقة بين النبوه المحمدية والولاية العلوية في قلوب المؤمنين لأن الدين المحمدي إنما أكمله الله عزوجل بالولاية العلوية فإستمرار خط النبوة إنما يكون بالإرتباط بخط أوصياء النبي الخاتم – صلى الله عليه وآله – ولا سيما سيدهم الإمام المرتضى – عليه السلام – وهذا أحد أسرار تأكيد الأحاديث الشريفة على زيارته – سلام الله عليه – فمثلاً روي في كتاب كامل الزيارات عن أبي وهب البصري، قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله الصادق (عليه السلام )، فقلت: جعلت فداك اتيتك ولم أزر أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: بئس ما صنعت، لولا انك من شيعتنا ما نظرت إليك، الا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة، ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنين، قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك، قال: فاعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام ) أفضل عندالله من الأئمة كلهم وله ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا.
وعلى ضوء أهمية زيارة أمير المؤمنين – عليه السلام – في حفظ إرتباط المؤمنين بالدين الإلهي الحق والكامل، نفهم سر ما يظهره الله عزوجل بأستمرار من كرامات وآيات في حرم أمير المؤمنين – عليه السلام – ومنذ شهادته والى اليوم، ففي إظهار هذه الكرامات حث للناس على زيارة هذه البقعة المباركة لكي يقوي إرتباطهم بالدين الحق الذي إرتضاه الله لعباده..
ومن نماذج هذه الكرامات ما ذكره السيد ابن طاووس في كتاب إقبال الإعمال قال قدس سره: فيما نذكره من آيات رأيتها انا عند ضريحه الشريف [يعني المشهد العلوي] غير ما رويناه وسمعنا به، من آياته التي تحتاج إلى مجلدات وتصانيف/ اعلم أن كل نذر يحمل إليه مذ ظهر مقدس قبره بعد هلاك بنى أمية والى الان، فان تصديق الله جل جلاله لأهل النذر، كالآية والمعجز والبرهان على أن قبره الشريف بذلك المكان، وهذه النذور أحد من أهل الدهور، واما انا فاشهد بالله وفي الله جل جلاله انني كنت يوما قد ذكرت تاريخه في كتاب البشارات بين يدي ضريحه المقدس، وأقسمت عليه في شئ وسألت جوابه باقي النهار وانفصلت، فما استقررت بمشهده في الدار حتى عرفت في الحال من رآه في المنام بجواب ما فهمته به من الكلام. أقول: واعرف انني كنت يوما وراء ظهر ضريحه الشريف، واخى الرضى محمد بن محمد بن الآوي حاضر معي، وأنا أقسم على أمير المؤمنين عليه السلام في اذلال بعض من كان يتجرأ على الله وعلى رسوله وعلى مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام وعلينا بالأقوال والأعمال. فقلت للقاضي الآوي محمد بن محمد: يا أخي قد وقع في خاطري ان قد حصل ما سألته، وان اليوم الثالث من هذا اليوم يصل قاصد من عند القوم المذكورين بالذل والسؤال لنا على أضعف سؤال السائلين، فلما كان اليوم الثالث من يوم قلت له وصل قاصد من عندهم على فرس عاجل بمثل ما ذكرناه من الذل الهائل. أقول: واعرف انني دخلت حضرته الشريفة كم مرة في أمور هائلة لي وتارة لأولادي وتارة لأهل ودادي، فبعضها زالت وانا بحضرته، وبعضها زاالت باقي نهار مخاطبته، وبعضها زالت بعد أيام في جواب زيارته، ولو ذكرتها احتاجت إلى مجلد كبير، وقد صنف أبوعبدالله محمد بن علي بن الحسن بن عبدالرحمان الحسنى مصنفا في ذلك متضمنا للأسانيد والروايات، لو أردنا تصنيف مثله وأمثاله كان ذلك أسهل المرادات، ولكنا وجدنا من الآيات الباهرات ما يغنى عن الروايات.
كان هذا كلام السيد ابن طاووس رضوان الله عليه في كتاب الإقبال عما شهده من كرامات المشهد العلوي المبارك.
والى هنا ينتهي أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران الوقت المخصص لهذه الحلقة من برنامج مزارات الموحدين شكراً لكم والسلام عليكم.