بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستميعنا الأحبة ورحمة الله وبركاته أزكى التحيات نحيكم بها في مطلع لقاء آخر من هذا البرنامج ننور قلوبنا فيه بطائفة من النصوص الشريفة الهادية الى أحد معالي الأخلاق النبوية الفاضلة وهو خلق التسابق في فعل الخيرات وهومن اهم وسائل الفوز بالفضل الإلهي الكبير. قال عز من قائل في الآية الثانية الثلاثين من سورة فاطر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "ثم أورثنا الكتاب الذين إصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومن سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير". وفي هذه الآية أحباءنا اشارة لطيفة الى لزوم الإستعانة بالله للتحلي بهذا الخلق الكريم.
أحبتي الكرام التحلي بخلق التسابق في فعل الخيرات يستلزم المبادرة الى إستثمار الفرص المتاحة وعدم تأخير ذكر روي في الحديث الشريف كما في مستدرك الوسائل قول أمير المؤمنين عليه السلام: "بادر الفرصة قبل أن تكون غصة بادر البر فإن إعمال البر فرصة". والتحلي بهذا الخلق هو من كمال العقل في حين أن الإعراض عنه نتيجة للخرق او عدم التعقل للأمور.
قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كما في كتاب غرر الحكم: "من الخلق المعاجلة قبل الإمكان (أي قبل توفر فرصة عمل الخير) والأناة بعد الفرصة". لذلك فأن التأخير في إستكمال الفرص لأعمال الخير هو خلاف الحزم.
روى ابو يعلى الجعفري في كتاب النزهة عن الغلابي أنه سأل مولانا الامام علي الهادي عن الحزم فأجاب عليه السلام: "هو أن تنتهز فرصتك وتعاجل ما أمكنك".
أيها الأخوة والأخوات ومن بركات التسابق في فعل الخيرات النجاة من حبائل الشيطان فهو يستغل فرصة التردد والتأخير لتثبيط عزم الانسان عن فعل الخير فقط روي في كتاب الكافي عن مولانا الامام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: "من همّ بشيء من الخير فليعجله فإن كل شيء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة".
كما أن من بركات التحلي بهذا الخلق الفوز بأعلى مراتب المغفرة الإلهية وهذا ما يبشرنا به مولانا الامام جعفر الصادق عليه السلام اذ روي عنه في كتاب الكافي أنه قال موصياً كل مؤمن: "اذا هممت بشيء من الخير فلا تؤخره فإن الله عزوجل ربما إطلع على العبد وهو على شيء من الطاعة فيقول: وعزتي وجلالي لاأعذبك بعدها أبداً".
أيها الأطائب الى هنا ننهي حلقة اخرى من برنامجكم معالي الأخلاق لكم منا جزيل الشكر على طيب المتابعة ودمتم بألف خير.